إنّه يعشق رجلَيّ فهل هو مُنحرف جنسيّاً؟

عدا المُمارسات الجنسيّة “المختلفة”، تخبّئ التفضيلات الجنسيّة خطراً حقيقياً عندما يعتبر الفرد شريكه الجنسيّ غرضاً وسلعة، وليس شخصاً له كيان. في هذا السياق تُخبرنا “هـ” عن تجربتها المؤلمة مع زوجها (م)…

لا يصل إلى الذروة إلاّ عندما أداعبهُ بإبهاميّ

“تردّدتُ كثيراً قبل أن أكتُب لكِ. لكنّ يأسي كبير جدّاً، وما من شخصٍ أبوح له بالأمر. في العام 2010، التقيتُ بـ “م” الذي أسرني من دون تردّد. جميلٌ، راقٍ، ذكيّ، كريم… كأنّ حلمي قد تحقّق. أخيراً، التقيتُ فارس الأحلام. ربّما كان الأجدى بي التساؤل: إنسان بهذه الصفات الكاملة كيف يبقى من دون زواج؟! لكنّني لم أشكّ بشيء. لقد كان ودوداً، وناعماً، وفاتناً حتّى مع أهلي. حتّى أنه بهَر والدي المعروف عنه أنّه كثير الشكوك. المؤكّد أنّه عندما نتواجد بمفردنا، كان يملُّ بسرعة من القُبل، ويفضّلُ تدليك رجليّ طويلاً. دائماً كان يهمس في أذنيّ أنني أملكُ أجمل إبهامين لم يرهما قبلاً، وأنني أميرة قلبه وهو عبدٌ لي، وباستطاعتي أن أدوسه إن رغبتُ بذلك. هذا الكلام الغريب كنتُ أعتبره ملاطفة غراميّة ولم يكن ينذرني بأيّ سوءٍ ممكن. ألم يتمنّى “جاك بريل” أن يكون ظلّ كلب معشوقته؟ عدم محاولته الذهاب أبعد من ذلك لم تقلقني أيضاً، بل بالعكس كنتُ معتزّةً باحترامه لإرادتي بأن أحتفظ بكلّ شيء حتّى ليلة الزفاف. لكنّ المفاجأة أنّه بعد انقضاءِ عام على زواجنا، لا أزال عذراء. مع ذلك، جرّبتُ كلّ شيء: ثياب النوم المُثيرة، ورقص التعرّي، والمواد المُثيرة للشهوة… لا يصل إلى الذروة إلاّ عندما أداعبهُ برجليّ (إبهاميّ). في إحدى المرّات، أصبح مهيّأ للإيلاج، لكنّهُ فقد الانتصاب. لم أصل معه بعد للحديث عن هذا المأزق. ينغلقُ على ذاته ويتجنّب الحديث معي عدّة أيّام. منذ شهريْن وهو يتهرّب من أيّ ملامسة حميمة. والأسوأ من كلّ ذلك، إنّني أجدهُ في الساعة الثالثة من كلّ صباح مستغرقاً بمشاهدة الأفلام الخلاعيّة على “U Porn”. وكلّ الأفلام التي يُشاهدها موضوعها واحد: نساء مستبدّات تسحقنَ بأرجلهنّ رجالاً تابعين ومُستعبدين. حين اكتشفتُ يوماً، رغماً عنهُ، محتوى هذه الأفلام، انهار عالمي كليّاً. استرجعتُ كلّ الإشارات التي كان عليّ التنبّه إليها، وتقلقني، ولم آخذها على محمل الجدّ. والآن كوني أعرفُ كلّ شيء، لا أدري ماذا أفعل، وماذا عليّ أن أفهم. هل زوجي مُنحرف؟ هل حالته خطرة؟ هل من علاج لذلك؟ أم يتوجّب عليّ المباشرة بإجراءات الطلاق؟”…

د. ساندرين تُجيب:

زوجك يُعاني من “البودوفيليا”

عزيزتي القارئة،

يبدو أنّ زوجكِ يُعاني من “فيتيشسم القدم” والمُتعارف عليها تحت عنوان “البودوفيليا” (الفيتيشسم هو التعلّق المتطرّف بجزءٍ من الجسم أو بشيءٍ يخصّ المعشوق: الشعر، الأذن، الرجلان، الثياب الداخلية…)، إلاّ أنّ تشخيص حالة زوجكِ لا يمكن وصفها إلاّ من خلال تقييم اختصاصيّ بالموضوع. “البودوفيليا” تعرّف بأنّها إثارة جنسيّة مرتبطة بالرجليْن (عادةً نسائيّة) واستبعاد كلّ أعضاء الجسد الأخرى. هذا التفضيل الجنسي لم يعد يُعتبر انحرافاً خطيراً ومَرَضياً. السلوك الجنسيّ لم يعد هو موضع الإشكال، بل ارتداداته على الحياة اليوميّة وحياة الثنائيّ.


تقود بعض النظريّات إلى كشف مُمارسة هذه الطريقة في القرن السادس عشر في أوروبا للحماية من مرض السيفليس


هل هذا التفضيل الجنسيّ هو مرض؟ وهل يُمكن مداواته؟

احتمال مُمارسة هذا التفضيل الجنسيّ يُغطّي المُمارسات الجنسيّة “المختلفة” كغيرها من المُمارسات المعروفة والشهيرة. بعضها لا ينبغي الاستنتاج بشأنها إن كانت ممارستها مؤكّدة بالاتفاق مع الشريكة: كالبصبصة مثلاً (مشاهدة الشريكة تُمارس الجنس مع رجلٍ آخر)، السادو مازوشيّة ( لعب أدوار صغيرة فيها مشاهد عن السيطرة والتحقير)، الفيتيشسم بشكلٍ عام ( ثياب من مادّة اللاتكس، أدوات خاصّة، شريكة عندها مواصفات معيّنة).

في المقابل، بعض هذه الممارسات تبدو مسيئة لطبيعة العلاقة الجنسيّة الإنسانيّة الساميّة أو إجراميّة: البهيميّة أو الزوفيليا (ممارسة الجنس مع حيوان)، اشتهاء البول (اللّعب بالبول)، البيدوفيليا (إنسان راشد يفرض علاقة جنسيّة على قاصر)…  البارافيليا (اشتهاء منحرف) تصبحُ مرضية عندما لا يسعنا القيام بعلاقة جنسيّة خارج إطارها في كلّ مرّة نريد الاستمتاع (خضوع العلاقة للسلوك)، وعندما نصبح مهووسين ومركّزين على هذا النمط الوحيد لبلوغ اللّذة، كما هو حال زوج السيّدة (هـ).

و يفترض الانحراف الجنسيّ أيضا أن يعدّ الفرد شريكه الجنسي غرضاً جنسي؛ أما في  حالة زوج السيّدة (هـ) فيبدو أنّه لا يهتمّ جنسيّاً إلا برجليّ زوجته. والشريكة تعاني من كونها لا يُعتدُّ بها حين أنّ يبدو الإيلاج مستعصياً، إذ تحسب أنّها لا تثير بما فيه الكفاية زوجها.

هذا النوع من التفضيل  يُمكن للمعالج النجاح فيه إنْ كان الشخص المعنيّ، ونركز على “إنْ كان” أيْ الفتيشي متحفّزاً للتغيير، ويرغب بأيّ ثمن، في تنويع تفضيلاته الجنسية. ولكن، لنكن صادقين، هذا العمل يبدو طويلاً، وشاقاً، وما من ضمانة لنجاحه. و من المهم أن نذكّر أن التفضيلات الجنسية لا يتم علاجها، إنما بهذه الحالة، يحاول المعالج تنويع طرق الإستثارة لدى الفرد المعني بالفتيشية.


وفق دراسات عدّة، “فيتيشسم القدم” يُعتبر “الفيتيشسم الجنسيّ الأكثر انتشاراً في العالم، وعدد المحبّذين له يبلغ 70 مليون شخص على امتداد الكرة الأرضيّة


ما نقترحه عليكِ

تكلّمي بالموضوع مع زوجكِ من دون إشعاره بالذنب، حتّى تقيّمان معاً الحلول المُمكنة:

  • هل ينبغي الالتزام بهذه الطريقة العلاجيّة؟
  • هل تدعمينه في كلّ مراحل العلاج؟
  • في حال الفشل، هل تقبلين مشاركته ممارسة جنسيّة مختلفة؟

إن لم يرغب في الالتزام بهذه الطريقة العلاجيّة:

  • هل تقبلين مشاركته ممارسة جنسيّة مختلفة؟
  • هل ترغبين في مباشرة إجراءات الطلاق؟

للمزيد من المواضيع و النصائح

[ytp_playlist source=”PLh0nSjACpYj0wGGZ_F3brbmpjc7bGD1Oe”]