شهر عسل أم شهر فشل؟

مع أنّ أغلبيّة الأزواج تتمنّى تقوية علاقتها أثناء الإجازات، إلاّ أنّ المشاجرات بينها تبلغ نسبةً مرتفعة (81%) فيتحوّل حبّ المغامرة الذي حلمت به إلى كابوس.

“لم يعد بوسعي تحمّله”

ثريا (27 عاماً) تحتفظ بذكرى مؤلمة عن شهر عسلها، ولكنّها تأمل استدراك مشكلتها هذا الصيف. تخبرنا “كارثتها” بالتفصيل قائلةً: “تعارفنا مكرم وأنا منذ ست سنوات قبل الاحتفال بزواجنا. حبّنا تميّز بالشغف والاستقرار. أمّا زواجُنا فشكّل تتويجاً لحبّنا الجنونيّ المنتظر، وشهر عسلنا جسّد بالنسبة إليّ ذروة تألّق قصَّة الحبّ هذه. في الواقع، أثناء هذه الفترة لم نمضِ سويّاً أكثر من أربع وعشرين ساعة متواصلة، لكنني كنتُ بعيدةً كلّ البعد عن تصوّر أنَّ الأمور ستجري بيننا بهذا السوء. نظَّمتُ كلّ الأمور من الألف إلى الياء، وأعددتُ لكلينا رحلةً لا تُضاهى من بانكوك إلى كوه ساموي. وهنا تكمُن الكارثة. فمنذ بداية رحلتنا، أخذ ينتقد خياراتي: بدايةً هو لا يحبّ آسيا، ثمّ كان عليّ اختيار شركة طيران أخرى حتّى لا نتوقّف في المحطات، وكان يجب أن أحجز في الدرجة الاقتصاديّة لا درجة رجال الأعمال. عند وصولنا، لم يُعجبه الفندق، ولم يرغب في زيارة الأماكن الأثريّة لأنّ العطل بالنسبة إليه تعني الراحة. ولمّا وصلنا إلى القرية المشهورة التي من المفترض أن نمضيَ اللّيلة فيها، استقبلنا سرب من البرغش أزعجه كثيراً، كذلك القرد الصغير الذي شاركنا غرفتنا. فشعرتُ بإحباطٍ كبير لعدم حماسته، وردّة فعله السلبيّة المستاءة، ومع ذلك كنتُ مقتنعة أنّ كلّ شيء سينتظم من جديد في جزيرتنا الفردوسية. لكنْ للأسف، أصابه إعياء شديد أثناء ركوبنا البحر، وأمضى أربعة أيّام في السّرير بين الغثيان والتقيّوء. لقد كنتُ على شفير الهاوية، وبخاصّة أنّنا لم نتطارح الغرام ولو مرّةٍ واحدة. عندما تحسنّت حالته انقضّ على مركز للأعمال كي يتحقّق من بريده الالكترونيّ، فوجدت نفسي وحيدةً تماماً. في نهاية الرحلة، لم يعد بوسعي تحمّله: اتّهمته بإفساد الرحلة التي خطّطتُ لها بعناية. وعند عودتنا، قاطعتهُ ثلاثة أشهر، رافضةً أن يقترب منّي أو أن يلمسني. هذا البُعُد أشعرني بالخجل ولكن لم يعد بوسعي التصرّف غير ذلك. وبعد مصالحات طويلة وصاخبة، استعدنا اليوم توازننا. وها هو  يقترح عليّ رحلةً جديدة بعد عامٍ على رحلتنا الأولى، ولكنني أخشى الوقوع في الفشل ذاته، عِلماً أنّ بي حاجة إلى عطلة رومانسيّة معه. فكيف يمكننّي التصرّف لكي تكون مغامرتنا هذه مقدّمةً لتقاربنا العاطفيّ والجنسي وليس العكس؟”.

د. ساندرين تُجيب:

لا تنفردي بالإختيارات والتوقّعات

عزيزتي ثريا،

ليس شرطاً إذا كنّا في حالة عشقٍ مجنون أن يشمل التفاهم كلّ الأمور. عندما نظّمتِ رحلة شهر العسل، بمفردك، ارتكبت خطأيْن عليك تجنّبهما في أيّ رحلة جديدة مشتركة (بين زوجين):

  1. النقص في التواصل: الإجازات المشتركة تفرض اختيارات مشتركة. القاعدة الأولى كي تنجحي في إجازاتك القادمة، يجب أن تقوما سويّاً بالاختيار. كلّ واحدٍ منكما يجب أن يتقاسم مع الآخر رغباته ومفضّلاته. لا شيء يُفرض بالإكراه.

ما نقترحه: ناقشا معاً رحلاتكما المستقبليّة حول مائدة غداء مميّز حتّى يشعر كلّ منكما أنّ باستطاعته إخراج أفكاره والتعبير عن توقّعاته.

  1. توقّعات صعبة التحقيق: أثناء رحلتكما التي عشتماها وقعتما في فخٍّ آخر، إذْ وضعتما قوساً عالياً لها. حين تضعان لسفركما إخراجاً شبيهاً بأفلام الرحلات الشاعريّة، تُخاطران حينئذٍ بالوقوع في الإحباط لأنّ الحياة الواقعيّة تُخبئ لنا مفاجآت غير منتظرة. لا تنسي، أنّ يوميّاتكما حافلة بهموم المهنة التي تمارسانها، وبمشاغلكما، والأصدقاء، والأسرة… إنّ إجازة آخر الأسبوع تسمح لكما بتمضية وقتكما معاً كزوجيْن، بينما في الإجازات، أنتما معاً على الدوام. إنّه تحدٍّ قويّ.

ما نقترحه: خفّضا معاً توقعاتكما وارفعا من درجة التسامح. اقبلي الحبيب كما هو واستفيدي من ذلك. على سبيل المثال: في الإجازات يجب الاسترسال في فترة الصباح، بينما في أيّام العمل تتهيّأن باكراً للخروج (السّابعة صباحاً). استفيدي من هذا الوقت للقيام بما تودّين تهيئة نفسك له، وفاجئيه ظهراً ببشرتك الناعمة. لكن عليك ألاّ تتوقّعي أن يستيقظ في الصباح الباكر كي يغسل أدوات المنزل!

 



أربعة إرشادات كي تدفعا حياتكما الحميمة إلى ذروتها أثناء السّفر

حافظا على هدوئكما لبلوغ المنال: إنْ اتّخذت العيوب للانتقاد المضادّ، فأنت تجازف/ين بفقدان فرصة تمتّعكما بأيّامٍ جميلة كشريكيْن. في الإجازات، كما في الحياة، النظر بإيجابية إلى الأمور يجعل من الحياة أجمل، وأخف وطأة، وبشكلٍ خاصّ يرفع الرغبة إلى الذروة. إنْ فاجأك أيّ نزاع، عليك معرفة استرجاع الحميميّة لإعادة وصل ما انقطع.

اقطعا الاتّصالات: الحميميّة تتزاوج مع الجهوزيّة. لذلك ننصحك بترك هاتفك الخلوي في حقيبتك، ولا تتفقد/ي أبداً رسائلك الهاتفيّة. كي نصل إلى ذروة العلاقة الغراميّة، يجب قبل كلّ شيء الاسترخاء. لا شكّ في أنّك ستعرف/ين قريباً كلّ ما يجري عندك. في هذه اللحظة استفيدي وإلاّ ستندم/ين على ذلك.

راهنا على سحر الإغراء: في يوميّاتنا، لا نخصّص وقتاً لإغراء الآخر. استفيدا من إجازاتكما كي تبديا أكثر جمالاً وجاذبيّة. سيكون الشريك مسحوراً عندما تبذل/ين جهداً لإثارة إعجابه. لماذا، مثلاً، لا تخطّطا لعشاءٍ خفيف على ضوء الشموع وعلى الشاطىء، وتذوقّ فاكهة ليلة عشقٍ لذيذة؟! إنّها فرصتكما ولن تتكرّر!

اخلقا ذكريات حميمة: الإجازات هي اللّحظة المميّزة لتطارح الغرام. كوني خلاّقة في حياتك الحميمة. اخلقا ذكريات شخصيّة، فهذا سيساعد على خلق رابط عميق مع الشريك. ازرعا في المكان إشارات ستساعدكما على استعادة الذكريات إذا عدتما إلى المكان نفسه، فهذا يقوي حياتكما الحميميّة على المدى الطويل. هكذا حين تعودان إلى يوميّاتكما، تكفيكما غمزة غير مريبة كي تسترجعا ذكريات لياليك الملتهبة وتعيشاها مجدّداً.