ما السبيل للإبقاء على شعلة الشغف متّقدة؟

تلعبُ الرغبة أحياناً دوراً أساسيّاً في حياة المرأة المُفعمة والمثيرة ولكن المليئة بالتحديات أيضاً. ففي مطلع الثلاثينات، تكون لامبالاة سنّ العشرين قد مضت، تبدأ صعوبات المِهنة أو الأسرة بالطغيان فتمنع الوصول إلى حياةٍ جنسيّةٍ مُتفتحة.

رغبتي شدّت رحالها منذ زمنٍ بعيد

شهادة عبير (32 عاماً) هي خير معبّر عن ذلك: “منذُ ولادة طفلي الثاني، لم أعد أبداً المرأة التي كُنتها. فبين إرهاق العمل، والسّباق المتواصل لتحصيل العيش، ونشاطات الأولاد، وإدارة وتدبير المنزل، أصبحتُ مُنهكة أنا التي كنتُ مُفعمةً بالنشاط بكلّ ما للكلمة من معنى. لم يعد هاجسي إلاّ التسمّر كالمخدّرة أمام شاشة التلفزيون إلى أنْ يغلبني النعاس من شدّة التعب. ليس بمقدوري فهم ماذا تفعل النساء بعمر الثلاثين للاحتفاظ بشهوتهنّ؟ فرغبتي الجنسيّة شدّت رحالها منذ زمنٍ بعيد. مع ذلك، كنتُ واعيةً لأهميّة هذه اللّحظة، فإمّا الآن أو لن أسترجعها البتّة. لقد تعرّفنا أنا وجاد بعضنا جيّداً. وكيفية بلوغي النشوة لم تعد سرّاً عندنا، لكن ما ينقصني هو الطاقة الجنسيّة. لقد صرتُ أشعر بعد كلّ يومٍ شاق، أنّ معانقات زوجي تُشبه التحرّش، فأصدّه أحياناً بعُنُف! هذا الرفض يجرحه كثيراً لكنّ ذلك أقوى منّي. أنا على حافة الانهيار. كيف يُمكنني التغلّب على هذا المأزق الناتج عن الإرهاق اليوميّ؟ كيف أوقظ طاقتي الجنسيّة من سُباتها”.

د. ساندرين تُجيب:

عليكِ إدخال حياتكِ الجنسيّة في برنامجك

عزيزتي عبير،

من المؤكّد أنّ عمر الثلاثين هو محطّة يصعب تخطّيها، لكنّها تُمثّل للكثير من النساء الاحتمال الأمثل للتطبيق وعيش ما اكتشفناه في عمرٍ أبكر، حتّى الثمالة. إنّه وقت تطبيق وتنفيذ ما تعلّمناه سابقاً. التحدّي يكمنُ إذاً في تخطّي رتابة الحياة للإبقاء على شُعلة الشغف على الرغم من المسؤوليّات الجديدة التي تقومين بها كناضجة. ما يلزمكِ في البداية، هو إعادة تنظيم يومياتكِ والتملّص من مخطّطاتكِ التي تُربككِ بعدم فائدتها وقد أصبحت نوعاً من الإدمان عندكِ، كما هو الحال في تصفّحكِ شبكة الإنترنت ساعاتٍ طويلة، أو مشاهدة برامج الواقع التي فيها الكثير من السخف أو متابعة المسلسلات العاطفيّة. يلزمكِ ثانياً تركيز أولويّاتكِ وإدخال حياتكِ الجنسيّة في برنامجك. التخطيط لتخصيص وقتٍ للحبّ أساسيّ جداً، حتّى لو كان الكثيرون يرون في هذه الطريقة شيئاً من الرومانسيّة. أخيراً عليكِ تنفيذ المُخطّط عمليّاً.

المرأة في عمر الثلاثين، لأنّها قادرة على التحكّم بطاقتها الجنسيّة وبلوغ النشوة، هي المرشحة الأكثر استعداداً لحياةٍ جنسيّةٍ كافيةٍ ومُرضية. لهذا السبب عليكِ القيام بتجارب جديدة جريئة مُضيفةً نكهةً على حياتكِ الجنسيّة. إنّك بذلك ستتمكّنين من تعميق لذّتكِ وتقيّمين بشكلٍ أفضل المشاركة في الحياة الحميمة التي يعيشها الزوجان.

وصايا خمس لإيقاظ طاقتك الجنسيّة الخاملة

١-وفّري بالاتفاق مع زوجك، الأوقات الصحيحة لحياتكما الحميمة. فأحياناً لا نأخذ بالحسبان أنّ الحياة اليوميّة هي العدو اللّدود للطاقة الجنسيّة بما تحمله من ضغوطاتٍ وتعبٍ ووساوسٍ ممّا يُضعف الرغبة بين الزوجيْن. اخلقا سويّاً ظرفاً مُغامراً لبضع ساعات، أو لبضعة أيّام، لتستطيعا إعادة اللّحمة إلى علاقتكما الحميمة. هذا الضرب من الجنون يُساعدكما على استعادة بعضكما، والتأكّد من أنّ التفاهم هو دائماً على قاب قوسيْن منكما. فنوعيّة حياتكما الخاصة كشريكيْن هي مفصليّة

٢-حافظي قدر الإمكان على التلامس الجسديّ والحديث الناعم مع زوجك. فحتّى المُداعبات غير الجنسيّة والقبلات والملاطفات هي في صلب الحياة الشهوانيّة التي لا تتطلب أكثر من ذلك. هذه المداعبات توقظ غالباً الرغبة، لكنّنا من المؤسف أن نهملها. تذكّري دائماً، أنّ هذه الملامسات يمكنها أن تحصل من دون النفاذ الملزم إلى علاقةٍ جنسيّة

٣-اعتني بنفسكِ، وبخاصّةٍ على الصعيد الجسديّ. ما من أمرٍ أهمّ من ذلك كي تشعري بأنّكِ مثيرة، ولكي تخرجي شريكك من سباته وخموله وتوقظي قابليّته. تجملّي، خذي وقتكِ في التبّرج، أتقني أزياءكِ، اسهري على تسريحة شعركِ، اعتني ببشرتكِ، استرخي في حمام ماء معطّر، دلّكي جسدكِ. هذا يجعلك تخلبين الألباب ويثير عند زوجكِ النظرات المتملّقة التي تجعله يُفكّر مليّاً بطاقتكِ الشهوانيّة. فالإغراء من أجل اللّذة يُغذّي الرغبة الجنسيّة

٤-تجنّبي ألاّ تحدّقي به أو تميلي عنه عندما يُبدي رغبته فيكِ ويفعل ذلك بإلحاح. بعض النساء يتكوّن عندهن الانطباع حين تتراجع رغبتهنّ، أنّ شريكهنّ لا ينظر إليهنّ إلا كقطعة لحم دورها ينحصر في إشباع دوافعه الشهوانيّة، كما لو أنّ الجنس أصبح مُنفصلاً بنظرهنّ عن الحبّ. مع ذلك، حتّى لو أنّنا لا ننفي ضرورة وجود المشاعر في العلاقات الجنسيّة لكنّها لا تصبح الإلزام الوحيد للتقارب الجنسيّ. فالرغبة هي أيضاً جسديّة، ومن الضروريّ قبولها كما هي

٥-تلذذي باستيهاماتكِ. عديدات هنّ النساء اللّواتي اعترفنَ باكتفائهنّ من العلاقة الجنسيّة مع أنهنّ ألزمنَ أنفسهنّ عنوةً بذلك في البداية. في هذا الإطار، من المفيد استغلال الوقت للاستيهام حول اللّذة التي عشناها أثناء العلاقة الغراميّة، واستباق ذلك للتهيّؤ نفسيّاً. هذا يؤجّج الرغبة ويساعد في عدم الاتكال على الآخر بطريقةٍ تلقائيّة