أُحبُّ ممارسة الجنس في أماكنٍ غير لائقة
العديد من الناس لديهم رغبة في الاستعراضية راكدةً في ذواتهم، وهذا لا يجعل منهُم بالضرورة مُنحرفين مَكبوتين. أكثر من ذلك، تبدو الاستعراضية طبيعيةً جدّاً في سجّل الاستيهام، شرطَ أن تحترم بالتأكيد بعض الحدود المُضمرة. هل أقود زوجي إلى الإنحراف؟
دوريس (34 عاماً) تقول: أجدُ من الصعوبة أنْ أعترف بأنّني صاحبة استيهامات استعراضية. لطالما أحببتُ أنْ أُمارس الجنس في أماكن غير لائقة، كمرآب أو مصعد أو بهو بناء، حيثُ من المُمكن أن يُفاجئني المارّة. غالباً ما أخلقُ أوضاعاً استعراضيّة وأتخيّلُ أنّ هناك من يُشاهدني بلهفٍ وحسَد. من حُسُنِ حظّي أنّ زوجي يُشاركني هذه الاستيهامات ويقومُ بأداءِ دوره جيّداً. أحياناً، نتسلّى بخلقِ سيناريوهات غير لائقة، وكلّ ذلك يحصل بالطبع في غرفة نومنا. ومع ذلك، وبعد إشباع رغبتي، أشعرُ بذنبٍ كبير وأبدأ بطرح تساؤلاتٍ عديدة. لماذا أُنمّي هذا النوع من الرغبات؟ لماذا لا تكون استيهاماتي مثل العديد من النساء حول ممثّلٍ سينمائيّ شديد الإغراء؟ هل أقود زوجي إلى الإنحراف؟ وهل أنا مُعرّضة يوماً ما لتنفيذ هذه الاستيهامات؟ وبشكلٍ خاص هل ينبغي عليّ أن أحرم نفسي من هذه الأوقات الملّذة لكي لا أخاطر في إحراق أجنحتي؟
التعرّي مصدر للإثارة
عزيزتي دوريس
عندما نتحدّث عن الاستعراضية، فإنّنا أبعدْ ما نكون عن وصف المُنحرف المُقنّع الذي يكشف ميزاته لضحايا بريئة. فالاستعراضية هي في صلب حياة الأزواج: استيهام ومصدر للإثارة بعيداً عن الإنحراف. فمُكوّن شذوذ الاستيهام يكمُن في خصوصيّته. فالمُنحرف هو من لا يَستمتع إلاّ بواسطة استيهامه. لذلك، لماذا تشعرين بالسوء في تقبّلك لهذا النوع من النَزوات؟ هل لأنّ الأمر عائد كوْن الاستعراضية يَمُسّ بشكلٍ خاص مَفهوماً جماعيّاً واجتماعيّاً للحِشمة. بطبيعةِ الحال، هذا المفهوم يَتغيّر بحسب الثقافات، والزمان، والعصر، ويرسم لسوءِ الحظ حُدوداً غير واضحة بين المقبول والمُسيء للأخلاق. إلاّ أنّ الحِشمة تأتي لتَحمي الفرد في أكثر ما يمتلكهُ من حميميّة. وعندما نُعاني من حشمتنا يظهرُ الحرج، وهذا يُعبّر عنه بوسيلتيْن متناقضتيْن: إمّا الفشل في إظهار عُريّنا أمام الآخرين مثلاً، وإمّا التعرّي بسهولة كاشفين عن أجسادنا بسخاء، لأنّه في النهاية، بتعرّينا نحن نبحثُ في عُمق ذاتنا عمّا يُطمئنها
كشف السرّ
تحليليّاً، بالنسبة إلى علم النفس، يعود المَيل إلى الاستعراضية لحالة نرجسيّة مُتقدّمة: عبادةُ الجسد والهِيامُ به حتّى الافتخار لدرجة أنّنا نريد عرضهُ أمام الجميع، وإشراكهم بأدائه الجنسيّ، وذلك ما يُميّز نرجسيّة المتعرّين. وهذا ما يُفسّر لماذا تتلقّى المجلات الجنسيّة بإنتظام صوراً تُركّز بشكلٍ خاص على الأجزاء التناسليّة لأفرادٍ يأملون بنشرها لاحقاً على صفحات المجلّة. ولكن من دون الذهاب إلى هذا الحدّ، فإنّ الاستعراضية أكثر شيوعاً ممّا نظنّ، وذلك يُشكّل جُزءاً من الأسرار التي نُحبّ أحياناً اكتشافها
أمّا استيهاميّاً، فإنّ الاستعراضية تعود إلى نقاطٍ ثلاث
مفهوم الخطر: غالباً ما يُنظر إليه كزائد، لا بل كمحّرك للعلاقة، وليس هناك أنسب منهُ لكسر الرتابة
الخِشية من أن نُضبط في كلّ لحظة: الأمر الذي يُغذّي الإثارة والأحاسيس القويّة
المجازفة من أن نُضبط بحالة الالتباس، والاحمرار الذي يلّي ذلك كما يحصلُ مع المراهقين بعد ارتكاب غباوةٍ ما، وهذه تعني وضع ذاتنا في صُلب الحدث وبطريقةٍ لا واعية ممّا يُخفّف شعورنا بالذنب تجاه الحياة الجنسيّة ويُمتّعنا من دون عقاب
حذار من الانزلاق
تتّخذ الاستعراضية أحياناً منحىً متطرّفاً، فالأمر لا يتعلّق فقط بالمُجازفة بل هو يتخطّاها إلى تزحلقٍ حقيقيّ إلى عملٍ خطير وغير شرعيّ
بعض النصائح التي تحول دون الانزلاق
معايشة الوضع باعتدال: اسهري على أن تكون استيهاماتكِ هذه هي الاستثناء وليست القاعدة
إحياء التنوّع: خذي وقتكِ للإصغاء إلى استيهامات زوجك، وتدبّري معه سيناريوهات مُختلفة تَتماشى مع أجوائه الاستيهاميّة
تصعيد خطير: التكرار أنهككِ؟ غيّري المشهديّة لكن إحذري من تضخيم شدّة محتواها
ما يجب ألا تتخطّيه من حدود: منذُ البداية تفاهمي مع زوجكِ على شروط اللّعبة والقواعد التي يجب احترامها تحت التهديد بالعقاب، وبذلك ترسمين بيانيّة حدودكِ الشخصيّة من دون المُجازفة بالانزلاق
توخّي الصراحة المُطلقة: تقاسمي هواجسكِ مع زوجكِ، واسأليه أن يرفض ما يصدر عنكِ إذا