العلاقات والإباحية: فهم التفاعلات والحدود في الحياة المشتركة

في عالم اليوم حيث يسهل الوصول إلى المحتوى الرقمي، أصبحت الإباحية جزءًا من حياة العديد من الأشخاص. ورغم أن بعض الأزواج يجدون فيها وسيلة لتعزيز القرب والتواصل العاطفي، فإن البعض الآخر يعتبرها مصدرًا للتوتر والخلافات. تتعدد الآراء حول تأثير الإباحية على الحياة الزوجية، ولكن الأهم هو التواصل والفهم المتبادل بين الشريكين لضمان علاقة صحية ومستدامة.

“لا أرتاح إثناء مشاهدة الأفلام الإباحية مع زوجي”

تقول سلما (٤٥ عاماً): ” تزوجت من رجل عظيم منذ ٢٠ عامًا. نحن الآن أكثر ميلاً نحو المغامرة الجنسية مقارنة بما كنا عليه في العشرينات من عمرنا. ولكن، المجال الذي أواجه فيه مشكلة هو الإباحية. أنا أحب مشاهدتها، وهو بالطبع كذلك، وكنت أعتقد أنني سأستمتع بمشاهدتها معه. ومع ذلك، عندما بدأنا بمشاهدة بعض المحتويات معًا، استمر في التعليق على ما تظهره الممثلة قائلاً: “انظري إلى ما تفعله هنا”، وأشعر أنه ينجذب إليها ويتجاهلني.

لا أرى مشكلة في مشاهدة الإباحية. أدركت هذا الأمر. لكنني أخبرته بأنني لا أشعر بالراحة عند مشاهدتها معه لأنه يبدو مهتمًا بالممثلة أكثر من الاهتمام بي. يرد قائلاً إنني أشعر بعدم الأمان وأن الأمور ليست بهذه الأهمية، وأنه لا يقصد أي إساءة. حاليًا، نفضل عدم مشاهدة الإباحية معًا لهذا السبب.

هو بالتأكيد رجل حنون وأعلم أنه لا يقصد إزعاجي. وأدرك أن شعوري بعدم الأمان جزء من رد فعلي. ولكن، أشعر أن سلوكه يفتقد للحساسية في بعض الأحيان. هل لديكم نصيحة؟”

من مشاهدة متوازية إالى مشاهدة تعاونية

عزيزتي سلما

أولاً، نود أن نشيد بكِ وبزوجكِ على مغامراتكما الجنسية بعد ٢٠ عامًا من الزواج. هذا شيء رائع! تخبريني أنكما منفتحان بشأن الجنس وأن حياتكما الجنسية مهمة لكليكما. من ناحية العلاقات، يبدو أنكِ تبنين على أسس قوية بالفعل.

والآن، كيف يمكنكِ التعامل مع تعليقات زوجكِ الحماسية بشأن المواد الإباحية؟  الحل لا يقتصر على إما/أو. كما هو الحال الآن، إما أن تتجاهلي الأمر وتتظاهرين بأن كل شيء على ما يرام، أو يتوقف هو عن التعليق. ربما يكون الحل الوسط هو الأفضل، لذلك إليكِ ثلاث أفكار:

تحدثي معه بعيدًا عن السياق الجنسي

لنفترض أنكما تتناولان العشاء معًا. أخبريه أنكِ مستعدة لمشاهدة المواد الإباحية معه، لكنه من الممكن أن تشعري ببعض مشاعر عدم الأمان الشخصية أثناء المشاهدة. أخبريه أيضًا أنك ستستمتعين بالتجربة أكثر إذا شعرت بالارتباط به أثناء حدوث ذلك. قد يبدو ذلك مثل الإمساك بالأيدي، أو التقبيل، أو حتى المداعبة…

قومي بالتمييز بين وقت الإباحية الشخصية ووقت الإباحية الزوجية

 من الطبيعي أن يكون لدى زوجكِ تعليقات متحمسة عند مشاهدة الأفلام الإباحية، لكن ليس من العادل أن يشعركِ بأنكِ لا تثقين بنفسك. هذه المشكلة مهمة بالنسبة لكِ، ومن حقكِ أن تشعري بالقلق حيالها. على الرغم من ذلك، يمكن أن يبدو الحل الوسط على النحو التالي: عندما يكون بمفرده يشاهد الأفلام الإباحية، يمكنه التعليق كما يريد، بصوت عالٍ أو في ذهنه. عندما تكونان معًا، هل يمكنه التراجع عن التعليقات لاحترام مشاعرك؟ هذا حل وسط عادل.

في المرة القادمة التي تشاهدان فيها الأفلام الإباحية معًا، قدمي تعليقكِ الخاص

هل هناك أي أشياء تجدينها مثيرة بشكل خاص أثناء مشاهدتك للمواد الإباحية مع زوجك؟ لأنه لا بأس أن تعبري عن  تفضيلاتك، إذا كانت تتعلق بممارسات جنسية، فيمكنكما تجربتها معًا. لذا، خلال جلسة مشاهدة الأفلام الإباحية التالية، تحدثي عن الأجزاء التي تستمتعين بها. بهذه الطريقة، تحولين الحدث من المشاهدة المتوازية – حيث تشاهدان جنبًا إلى جنب، ولكل منكما تجربته الداخلية الخاصة – إلى المشاهدة التعاونية، حيث تتبادلان الرأي حول ما يثير اهتمامكما.

نأمل أن تساعدكِ هذه النصائح. أنتِ تبدين كشريكة رائعة ومتفهمة تعرف نفسها وتريد التطور أيضًا. جربي هذه النصائح، وراقبي التغييرات التي قد تحدث.

للمزيد من المنشورات

---