هل الانحناءة في عضوي تؤثر على متعة شريكتي؟
بفضل الجراحة التجميليّة، استطاع كلّ من الرجال والنساء، ترشيق أجسادهم وِفق أهوائهم. تحت مبضع الجرّاح، ليس فقط الوجوه لا بل المؤخرات أيضاً ، تزال نتؤاتها المنّفرة والمزعجة. حاليّاً، يعود الفضل للجراحة الحميمة كي يكتشف الرجال والنساء جمال أعضائهم بطريقةٍ مغايرة عن كونها عَورات يجب سترها. من البظر إلى العضو الذكوريّ، يبرز جمال اللّذة الجنسيّة بفضل المِبَضع
غدي (31 عاماً) كتب لنا: في الحالة الساكنة، يظهر عضوي التناسلي طبيعيّاً، لكنْ في حالة الانتصاب لا يبدو مستقيماً كما هو مطلوب. هذا الشكل المنحني يؤرقني بشدّة ويعقّدني، ويمنعني من الاقتراب من النساء بصفاء، مع أنّ هذه الانحناءة لا تمنعني إطلاقاً من الإيلاج، إلاّ أنّه يعتريني الخوف من أيّ تفكير فظّ، أو من تعليقٍ في غير محلّه. شريكتي الجنسيّة حاليّاً لا تبدو متضايقة من شكله المُزعج، لكن الخِشية التي تربض على صدري ولا تفارقني، من أنّها ستتركني من أجل عضوٍ آخر مُستقيم. استشرتُ أطباء كثراً في الأعضاء التناسلية وكلّهم حاولوا طمأنتي، إلا أنّ أحدهم اقترح عليّ إجراء جراحة تقويميّة. في حالتي، هل تنصحونني بإجراء الجراحة؟ هل هذه الانحناءة في عضوي تؤثر على متعة شريكتي؟
طغيان الجمال…الحميم
د. ساندرين تُجيب
عزيزي غدي
قد تبدو انحناءة شكل العضو الذكوريّ طبيعيّة بقدر ما تبقى متناغمة ومقبولة. هذه التقوّصات الوراثيّة، بمعنى أنّها وُجدت منذ تكوّن غلاف العضو، تعود إلى نموٍّ غير متناسق من جهة بالنسبة إلى الأخرى. هي حالة معظم الأعضاء المرئيّة لجسدنا، كما هو حال الأنف مثلاً، والفم… هذا اللا تناسق ليس البتة غير متناغم بل يسمح بالتميّز بيننا وبين الآخرين
بالإضافة إلى ذلك، وبعكس الأنف، لا يبدو العضو الذكوريّ شكلاً جماليّاً لكنّه عضو وظائفيّ. من غير المفيد إذاً تغيير شكله طالما أنّ العمل الجنسيّ لا يتأثّر به. مع ذلك، بعض الأمراض أو العيوب الوراثيّة تُسبّب تقوّصاً لا بل التواء تكون نتيجته إزعاجاً للعلاقات الجنسيّة، حتّى أنّها تمنع أحياناً الإيلاج. في هذه الحالة، الجراحة التقويميّة تُصبح مطلوبة لتُخفي خللاً وظائفيّاً وليس خطأً جماليّاً
(من أجل معلومات أكثر عن هذا الموضوع، تابع تكملة هذا الملف في موضوعنا: جراحة القضيب بكل أشكالها)
آفاق من اللّذة لا تنتهي
أكثر من ذلك، اللّذة النسائيّة ليست مرتبطة بشكل العضو. المعايير الشكليّة كالهيئة مثلاً لا تُفسد ّ نوعية الإثارة والمُتعة الجنسيّة إن كانت ذكريّة أم أنثوية، وهي لا تسمح لبعض الدرجات بأن تُلغي الآخر من “المعادلة الجنسيّة” كما أيّ جزءٍ آخر من الجسم. الحياة الجنسيّة الإنسانية هي “فراش” العلاقة بين اثنين لا تُختزل بشكل مناطق العانة (عادي أو مزخرف). تطارح الغرام يفتح آفاقاً لا تنتهي من اللّذة والمُتعة في تواصل وتبادل للعلاقة الشخصيّة مع الآخر
قبل أيّ إجراء لجراحة ما، نُوصي بالآتي
كن/ كوني صريحاً / ة مع شريكك واسألها / اسأليه إن كانت هيئة عضوك تزعجها /تزعجه
ركّزا معاً على لذّتكما المتبادلة ولا تحصرا اهتمامكما بتناسق مستحيل، فالكمال ليس من هذا العالم
تصالح مع نفسك. كثر هم الرجال غير الراضين عن “وضعهم” يلجأون إلى الجراحات التجميليّة نتيجة هوسهم بطغيان بشاعة أعضائهم وتشوهها على حياتهم الحميمة. للذين هم مقتنعون بأنّ عضوهم غير متناسق جماليّاً، ليحاولوا أوّلاً التصالح مع جسدهم
فلتكن النسبيّة أساساً على أيّ معايير تستند إليها في جماليّة الشكل: هل هذه المعايير واقعية؟ هل تبحث عن معايير شبيهة عند الشريك؟
احسم الاختلاف. هذا التقوّص هو امتداد لهويتك. لماذا تسعى إلى التشبّه بشكلٍ جامد؟ أنت فريد من نوعك. فلتفخر به
ابقَ واقعياً. إن كان بعضهم مكتفياً بالنتائج الجمالية والوظيفية من المداخلة الجراحية، فبعضهم الآخر ليس راضياً. ما هي توقعاتك من المداخلة. هل تجعل منك أفضل حبيب؟ ما هي مواصفات هذا الحبيب الأفضل؟
اجعل قرارك ناضجاً. المشكلات العضوية المشخصّة من اختصاصيّ وحدها التي تجد لها حلاً من خلال التدخّل الجراحي. لذلك، ننصح قبل الغوص كالأعمى بأن تأخذ وقتك