هل من حقّي أن أرفض؟
الممارسة الشرجيّة مُحبّبة إلى الكثير من الرجال، بحيث يؤدّي التضيّق النسبيّ لشرج المرأة إلى الإحساس بلذّةٍ جنسيّة مختلفة الشدّة عمّا يشعر به بالنسبة إلى الإيلاج المهبليّ. كما أنّ لهذه الممارسة رغبة نفسيّة تطلب الإشباع أيضاً؛ إنّها دليل على التمكّن من الزوجة والتلذّذ بها بكلِّ الطرق ومن كل المناطق. لكن، يصعب على الكثير من الزوجات تقبّل هذه الممارسة إمّا لأسبابٍ نفسيّة أو عضوية…
تقول تمارا 31 عاماً: “أنا أحب زوجي الذي ارتبطت به منذ سنتيْن وأحب أن أرضيه جنسيّاً. طلب منّي عدّة مرّات أن نمارس اللواط ولكنّني رفضت، ليس فقط بسبب الخوف ولكن أيضاً بفعل الإشمئزاز. هو يتّهمني بأنّني لا أحبّه كما ينبغي وأنّني لا أكفيه جنسيّاً. يقول أنّه سيفعل أيّ شيء لكي أستمتع، إلاّ أنّه يضعني تحت الكثير من الضغوط بذاك الطلب! دائماً أتساءل: لماذا يَبغي لي علاقة تُتعب المرأة وتؤلمها؟ لقد شرحت له عدّة مرّات أنّ الممارسة الشرجيّة ليست فقط علاقة غير عادية، بل وحشيّة وقذرة. ليس من شيء أجمل من الإتحاد الكامل الذي يقدّمه الولوج المهبليّ. الطبيعة أتقنت الأمور، فلماذا نسبح عكس التيار؟ لا أدري ماذا أفعل حتى يتوقّف عن مضايقتي. أرفض ممارسة الجنس أحياناً لأتهرّب من طلبه المتواصل. هل أستسلم لطلبه؟ وهل أنا مُتخلّفة كما يدّعي؟”
د. ساندرين تُجيب:
عزيزتي تمارا،
من المؤكّد أنّ النساء يقرأن معنى اللواط بطريقةٍ مختلفة عن الرجال، وردّة فعلكِ مبرّرة كليّاً. ولسوء الحظ ، فإن من الرجال من يتذرّع بالحبّ المطلق وعطاء الذات لجعل حبيبته تستسلم له. في الواقع، يفاجئنا بعضهم بتحليلهم المكيافيلي، فبدلا من اهتمامهم بإثارة أحاسيس المرأة وتماهياتها الجامحة، نراهم يمجّدون “العطاء الكليّ” وكأنّه إثبات للحبّ النهائيّ الذي تحمله لهم.
بل يتحدّث أحيانا عن المطلق ويزعم أن المرأة التي تتوصّل لتخطي ألمها وخشيتها وأحكامها المسبقة، تُعطي الانطباع بأنّها استسلمت بكلّيتها. وهذا التخلّي وتلك الثقة هما ثمن الممارسة هذه.
من جهة أخرى، إذا كان الجنس الشرجيّ يحمل ثقل المحرّم الأخلاقيّ والنفسيّ المهميْن، فلأنّه يضع العلاقة الجنسيّة في إطار البحث عن اللّذة فقط مهملا الهدف “الطبيعيّ” للمضاجعة، والذي هو الإنجاب، من حيث يُنظر إلى الجنس الشرجيّ من زاوية “عدم التخصيب”، وفي هذه الحال قد تفهمه المرأة إنكارا لكينونتها، ولاسيّما أنّ المهبل هو معيار خصوصيّتها، ويتناغم ذلك مع الإنجاب، حيث تجد المرأة فيه كل قدراتها وسيطرتها. كما أنّ القضيب يخلق سحر ذبذبات المتعة ويضع في المهبل المني المخصّب، والمرأة تنظر إليه كآلة ذكورية، وإبعاده عن وظائفه هذه يسبّب اضطراباً لدور المرأة الجنسيّ ويقودها إلى التشنّج والانغلاق على أيّة مشاعر شهوانيّة وملّذة. ومَن يقول: تشنّج وتوتّر عضليّ، يقول بلا تردّد: ألم وغياب للّذة.
إلى ذلك، عديدات هنّ النساء اللواتي لا يتمتعن بشجاعتك، ويمتثلن، على الرغم من الألم، لطلبات الشريك تلبيةً لحاجته.
اطمئني إذاً، من حقّكِ أن ترفضي ممارسة أمر لا يتماهى مع رؤيتك للحياة الجنسيّة المتفتّحة. وردّة فعلكِ ليست إثباتاً على عدم الحبّ لزوجكِ، فالحبّ لا يُقاس بالقدرة على تسليم جسدنا للآخر، إنّما هو احترام متبادل بما في ذلك احترام حدود كل من الحبيبيْن.
حقائق وأرقام
العديد من النساء يعترفن برفضهن ممارسة اللواط.
بين اللواتي يعترفن بممارسة اللواط لإشباع رغبة الشريك:
· 60% يعترفن بعدم الاستمتاع.
· 30% لا يبالين بذلك.
· 10% يعترفن بالاستمتاع.
تجدر الإشارة إلى أنّ الرجال يعتبرون أنّ مقاومة المرأة لذلك هي مفتاح اللّذة. فهناك إثارة مرتبطة باللجوء إلى الانتهاك، بحيث أنّ البُعد التطفلّي المرادف عند البعض للسيطرة على الآخر، يُحيي بعض الجاذبيّة، وإن كان الشريكان لا يحبّذان أحياناً في حياتهما العادية أن تكون علاقة الرجل والمرأة رديفة لصورة المُسيطر والمُسَيطر عليها. في هذا النوع من العلاقة الجنسيّة، يسترجع الرجال شيئاً من الحياة البدائية، وهذا ما يُثيرهم ويؤمّن لهم لذّة الانتصار والغلبة.