لا تخجلي من أن تستمني فالطبّ يؤكّد أنّ الاستمناء عاملٌ مُهمّ للانشراح الجنسيّ
الاستمناء! إنْ كانت هذه العبارة لا تزال مُعيبة، إلاّ أنّ مُمارستها رائجة مع كونها خفيّة وسرّية. وإنْ كانت الآراء تتناقض حول هذه المُداعبات الانفراديّة، فإنّ الطبّ الجنسيّ يؤكّد أنّ الاستمناء هو عاملٌ مُهمّ للانشراح الجنسيّ. وهنا إضاءة على الموضوع.
الاستمناء مرحلة أساسيّة للتواصل مع الذّات.
عند الدخول إلى الحياة الجنسيّة عن طريق الاستمناء، فإنّ هذه العادة تسمح بالتعرّف بشكلٍ أفضل إلى مكنُونات الجسد والطريقة التي يعملُ بها في حالة اللّذة. فعضو المرأة التناسليّ هو داخليّ أيّ مخفيّ، مّما يفرض اكتشافه تدريجيّاً. فالاستمناء في هذه الحال هو إذاً مرحلة أساسيّة للتواصل مع الذّات طوال فترة التعلّم عن الحياة الجنسيّة. فمُداعبة المرأة الشابّة لأعضائها يُساعدها على فهمها، والتعرّف بحميميّةٍ إليها، وإدراك ما تُحبّه وما يُثيرها، وما تنفُر منه وما يُسبّب ردّة فعلها. باختصار، اكتشافُها لذاتها يُسّهل امتلاكها لحياتها الجنسيّة. هذه المُمارسة تسمح للمرأة أيضاً بالتأكّد من أنّه باستطاعتها بلوغ النشوة. أما اللّواتي يشعُرنَ بكبتٍ ما، أو لديهنّ صعوبة في الوصول إلى المتعة، فإنّ اكتشافهنّ لذاتهنّ ولقدرتهنّ على التمتّع يُطمئنهنّ بأنّ أجسادهنّ تعملُ بشكلٍ طبيعيّ.
في السبعينات، أقامتْ عالمةُ الجنس الشهيرة شير هايت (Shere Hite) أوّل إحصاء واسع عن الحياة الجنسيّة الأنثويّة، مستجوبةً بشكلٍ عشوائيّ آلاف النساء من خلال 58 سؤالاً عن الجنس، في جميع أنحاء الولايات المتحدّة. فكشفت من خلاله أشياء أساسيّة عن الحياة الجنسيّة الأنثويّة، عن اللّذة والرغبة وبشكلٍ خاص عن الاستمناء عند النساء. وكانت النتيجة أنّ نسبة 82% من النساء اعترفنَ بالاستمناء ولم يتردّدنَ في إعطاء تفاصيل عن مُمارستهنّ الخفيّة واللّذة التي تُؤمّنها
دراسةٌ أخرى مُعاصرة أَجرتها inserm/ ined في فرنسا في العام 2007، أظهرت أنّ نسبة 60% من النساء مارسنّ الاستمناء (مُقابل نسبة 90% من الرجال) أيّ بنسبةٍ أقلّ من النساء الأميركيّات قبل ثلاثين عاماً.
في لبنان ليست لدينا أرقام دقيقة. فالاستمناء بخاصّةٍ عند النساء، يبدو محرّماً حتّى اليوم، وجميع النساء لسنَ مُستعدّاتٍ للبوْح بأنهنّ يُداعبن أنفسهنّ مراعاةً للأخلاق. النتيجة إذاً، أنّ الكثيرات منهنّ يُمارسنَ الاستمناء لكنّهنّ لا يبُحنَ بذلك، لا بل يُدافعنَ عن أنفسهنّ من التهمة.
المزيد في هذا الفيديو: