٩ أحكام مسبقة قد تخرّب علاقتك الجنسية

الأحكام المُسبقة في مسائل الجنس، تبدو مُتعدّدة ومُتشائمة: شعور بالذنب، وانطباع أنّ الشخص غير طبيعيّ، رجلاً كان أم إمرأة، واقتناعٌ بأنّ الواحد منّا ليس على قدر المقام. كلّها مشاعر سلبيّة مُرتبطة بالحياة الجنسيّة تكبحنا أحياناً.

د. ساندرين عطاالله تعود إلى تسعةٍ من هذه الأحكام المُسبقة التي تشوّش رؤيتنا للموضوع:

1.  المرّة الأولى تسبّب الألم!..

“سأعقد زواجي بعد أسبوعيْن، وقد اتفقنا سوية انتظار موعد الزواج لتطارح الغرام. لا شيء يؤرقني إلاّ هذا الموعد، فأنا أرتعب. وقد تناهى إلى مسمعي من محيطي الكلام عن الكثير من “الوحشية” ممّا كوّن عندي انطباعاً بأنني ذاهبة مباشرةً إلى “المسلخ”. فهل المرّة الأولى تسبّب الألم؟ وكيف عليّ أن أتهيّأ لها؟” ثريا (25 عاماً).

عزيزتي ثريا، الكثير من الأوهام تدور حول المرة الأولى (ليلة الدّخلة) وقد حان الوقت لإعادة تصويب المسار للمرّة الأخيرة: فاللّيلة الأولى إنْ تمّت في مناخٍ استرخائيّ وحنون لا تُثير أيّ ألم. ف”غشاء البكارة” عند الفتاة لا تَشبكهُ أعصاب كثيرة، وتمّزُقه لا يُثير إلاّ شعوراً خفيفاً بالوخز لا تشعرينَ بهِ إن كانت الإثارة في ذروتها. عكس ذلك، فقد يؤدّي الخوف والتشنج إلى استدعاء الألم في سرير المتزوّجين حديثاً.

نصيحتي لكِ، اختارا الوقت المُناسب، فأنتما لستما مُلزميْن بهذه العملية في اللّيلة نفسها للزواج. فلِمَ لا نستفيد من سحر تمضية “شهر العسل” بسفرٍ لا يُنسى بسهولة. “ليلة الدُخلة”، هذه الليلة الأولى للزواج، تُصبح عندئذٍ من ألذّ ليالي الحياة. اعتني إذًا بالإطار المطلوب لها: غرفة في الفندق خلاّبة، ومنظر رومانسيّ، وأجواء شهوانيّة: إضاءة خافتة، وشموع معطّرة، وزيوت مضمّخة… اختاري ثوباً داخليّاً يتناغم مع رغباتك وتمنيّاتك. بتخطيطك لليلتكِ الأولى هذه، يمكنكِ التخفيف من انغماسكِ القوي بالخوف من هذا المجهول الذي لا نستطيع السيطرة عليه. عندما تجري طقوس هذه اللّيلة بنعومة من دون ضغوط أو التزامات، فإنّ ذلك يسمحُ للثنائيّ الاستمتاع الحر بحميميّته. الشعور والشهوة يكونان حينئذٍ على موعدٍ أكيد. العروس المتحرّرة من ثقل الواجب، تستطيعُ الاستسلام بليونة وحتّى أنّها تقوم ببعض المبادرات.

2.  عدم تطارح الغرام ثلاث مرّات في الأسبوع أمر غير طبيعيّ!..

“نتطارح الغرام، زوجي وأنا، مرّةً في الأسبوع. وكلّ منّا يشعر بالاكتفاء والبهجة جنسيّاً، إلاّ أنّه تناهى إلى مَسمعي القول إنّ عدم مُمارسة الغرام ثلاث مرّاتٍ أسبوعيّاً أمر غير طبيعيّ، وهذا ما يؤكّده طبيبي النسائيّ. هل يتوجّب علينا الاستشارة أكثر؟ هل من نمطٍ مُتّفق عليه لتطارح الغرام؟” نوال (26 عاماً).

إطمئني عزيزتي نوال، ليست هناك معايير ثابتة تتعلّق بهذا الموضوع، لأنّ الحياة الجنسيّة هي قبل كلّ شيء علاقة حميميّة ثنائيّة. وفق إحصاءٍ قامت به مؤسّسة “Inserm” الفرنسيّة، فإنّ المُعدّل الوسطيّ للعلاقات الجنسيّة في حياة الثنائي هو 8 أو 9 مرّات في الشهر، إلاّ أنّه يمكننا أن نكون تحت هذا المُعدل المُعلن بدرجةٍ أقلّ، ونشعرُ أنّنا مغمورون بالسعادة في حياتنا الجنسيّة. النمط الوحيد المُناسب هو الذي يتماشى مع حياتكما وبالتالي يكفيكما أنتِ وشريككِ. تناول هذا الموضوع عن طريق عدد المرّات يُفقد الحياة الجنسيّة عفويّتها. البعض يجازفون بنوعيّة العلاقة عن طريق الهوس باستغلال “العدد”. أكثر من ذلك، الأفضل ألاّ نثق بهذه الإحصائيّات ومصداقيّة الأشخاص الّذين يدّعونها. المهمّ أن تجدا سويّة الإيقاع المشترك لكلّ منكما، وأن تتركا الأمور تجري وفق رغبتكما المُتصاعدة، من دون أن تطرحا السؤال حول أيّ إيقاع مُمكن. المهم هو اللّذة التي تجنيها من هذه العلاقة لا تكثيف المرّات.

3.  بقدر ما يطول الأمر، بقدر ما يكون أفضل!..

“يعيشُ زوجي وسواس الوقت، والدقائق، والثواني… إلى أنْ تكوّن عندي الانطباع بأنّ تطارح الغرام بيننا خاضع للقياس الرقميّ. فإنْ قذف بسرعة حسب هذه المواصفات، تقع الكارثة الكُبرى في فراشنا الزوجيّ. بالنسبة إليه، تطويل العمليّة هو الأحسن. كيف أشرح لهُ أنّني ضدّ هذا المعيار؟ وهل المدّة هي عربون النوعيّة؟” ميرنا (33 عاماً).

مدّة الإيلاج التي تؤمّن الاكتفاء الكامل للمرأة وشريكها مُتبدّلة كثيراً في العلاقات الجنسيّة. وبالتالي ليس هناك مدّة “طبيعية”، بل كلّ ما في الأمر يتعلّق بالعادات، والأذواق، وقدرات كلّ شخص. إلاّ أنّ الإحصائيات تدلّ على أنّه حين يحدث الإيلاج يحصلُ القذف بمُعدّلٍ وسطيٍّ لا يتخطّى الثلاث دقائق عند غالبية الرجال، وبشكلٍ أدقّ بين دقيقتيْن وخمس دقائق وِفق دراسةٍ فنزويلّيّة مُقدّمة إلى المؤتمر العالمي للجنس في مونتريال في العام 2002. بالإضافة إلى ذلك، وبعكس الفكرة المُتداولة والمعمول بها، غالبيّة النساء لا تهتمّ بإيلاجٍ طويل عدّة دقائق، فمدّة العلاقة الجنسيّة ككلّ هي التي تُثير اهتمامهنّ. هذه هي الرسالة المطلوب منكِ إيصالها إلى زوجكِ.

4.  العلاقة الحقيقيّة تفترض حتماً الإيلاج!..

“منذُ قبولي إقامة علاقات جنسيّة كاملة مع خطيبي، تحوّلت حياتنا إلى “جلجلة” حقيقيّة. أحبُّ المضاجعة، لكنّني أحياناً لا رغبة لي في الإيلاج وأفضّل الاكتفاء بالمُداعبات. هذا ما يدفعُ خطيبي إلى ذروة جنونه، لأنّه يعتبر أنّ العلاقة الحقيقيّة تستدعي بالضرورة إيلاجاً ليس من حقّي حرمانهُ منه بهذه الطريقة. للحال، أرغم نفسي على ذلك كي أؤمّن لذّته، ويحلّ الألم عندي محل المُتعة. أشعرُ أنّني قد وقعتُ في الفخ ولا أدري كيف أتصرّف. هل المُشكلة تنحصر عندي فقط؟” مايا (24 عاماً).

ضرورة الإيلاج أثناء العلاقة الجنسيّة هي فكرة سائدة موروثة تخضّ الكثير من النساء والرجال في حياتهم الحميمة. هناك نساء يافعات، مثلك يا مايا، سيقتنعنَ بوجود مشكلة جنسيّة عندهنّ، وسيضنيهنّ الشعور بالذنب ممّا يفقدهنّ الثقة بالنفس. بينهنّ، على سبيل المثال، عدّد لا يُستهان به سيُجبر نفسه على الخضوع، فتتحوّل العلاقة الجنسيّة عنده إلى تجربة مُضنية ومؤلمة، أمّا الباقيات فسيتهربنّ من أيّ مُلامسة جنسيّة لتجنّب كلّ نزاع مُمكن. في الحالتيْن، سيؤثر ذلك على العلاقة الزوجيّة. الحقيقة أنّكِ وخطيبكِ لا تُعانيان في الأساس من مشكلة جنسيّة، ولكن من نظرة مُختلفة إلى الحياة الجنسيّة. شريككِ مُقتنع، على عكسكِ، أنّ العلاقة الجنسيّة الحقيقيّة للثنائيّ لا معنى لها من دون الإيلاج. إلاّ أنّ هذا الأخير ليس ضروريّاً إنْ لم يكن هدفه الإنجاب. البشر اخترعوا ألف طريقة وطريقة للتحكّم بإثارتهم ومُتعتهم، وهذا ليس بعيداً عن عيش حياتنا الجنسيّة كبشر حين لجأنا إلى بدائل عن الإيلاج (عكس الحيوان الذي، تحت ضغط شهوة الغريزة وقوّة هرموناته يبحث فقط عن الإيلاج بصورة مُطلقة).  الإصرار على اختصار الحياة الجنسيّة بسلوكيّات الإنجاب، يُعيدها إلى شكلها البدائيّ. لكن ذلك لا يعني رفض كلّ إيلاج بذريعة أنّه يُعيدنا إلى “حيوانيّتنا”، ولكن من أجل توسيع أُفق مفهوم العلاقة الغراميّة. فتقييم نوعيّة الحياة الجنسيّة لا يتعلّق فقط بوظيفة الإيلاج في المفهوم الإنساني للتعبير عن الحبّ.

5.  النشوة الأنثويّة تتعلّق بالممارسة الذكوريّة!..

“أنا وزوجي غير متناغمين جنسيّاً. مرّت سنتان على زواجنا، وفي هاتيْن السنتيْن لم أصل إلى النشوة الجنسيّة أثناء مضاجعاتنا. لا يستطيعُ تمالك نفسه وللحال لا أشعر بشيء. لم أدّخر جهداً كي أشرح له أنّ نشوة المرأة تتعلّق بإتّقان الرجل، لكنّه ينظر إليّ بغرابة، مُدّعياّ أنّ علاقاته مع نساءٍ سابقات جعلتهنّ منتشيات وبلغنَ اللّذة. ماذا أفعل حتّى أعلمه كيف يؤمّن لي اللّذة؟ هل عليّ طلب الطلاق؟” سنتيا (28 عاماً).

عزيزتي سنتيا، إنْ كنتِ تنتظرين اللّذة كما “الجميلة النائمة ” مُنتظرةً قبلة أميرها لتستيقظ، فإنّكِ تجازفين بالانتظار طويلاً. بلوغ النشوة، قبل كلّ شيء، مُبرمج في الدماغ. عليكِ إشراكه في عمليّة المُضاجعة قبل أيّ أمرٍ آخر. الموضوع أنكِ هيّأتِ مع شريككِ الأرضيّة المطلوبة مكانيّاً (المنزل وتأسيسه)، ولكن ليس من واجب الرجل ومسؤوليّته إيصالكِ إلى لذّتكِ. عليكِ أنتِ قيادة رجلكِ على طريق اللّذة، باتّخاذكِ المُبادرات وتحريك جسدكِ ومخيّلتكِ. باختصار، إظهار أنّكِ مُهتمّة بالعمليّة! إن استخدمتِ بطريقةٍ وافية مشاعركِ وحنانكِ، ستكون العملية أكثر إثارة، وبشكلٍ خاص أكثر اندفاعاً واكتفاءً.

6.  الجنس حالة فطريّة… نفكّر به من عمر المراهقة!..

“لم أعد أعرف أبداً أصدقائي في الطفولة، فالصبيان من حولي لا يفكّرون إلاّ في الجنس. يتباهون بشكلٍ علنيّ بتجاربهم “الوهميّة المختلفة”، وينفخون ريشهم كالديوك في عزّ عملها. بينما أشعرُ أنّني بعيدة عن كلّ هذه الأمور، على عكس ما هو مكتوب في المجلاّت النسائيّة، فلا رغبة لي في الاستمناء، ولا أحلم بأوّل علاقة جنسيّة في حياتي! أبعد من كلّ هذا تتملّكني الرغبة أن ينظر “طارق” إليّ، ويبتسم لي عند عودتي، ويُحدثني، ويضمّني. أنا عطشى بشكلٍ قويّ إلى الحبّ وليس إلى الجنس. هل هذا طبيعيّ؟ هل من الضروري أن يُثير الجنس اهتمامي أكثر؟” رنا (17 سنة).

عزيزتي رنا، في بداية حياتهم الجنسيّة، كلّ من الرجال والنساء ما بين الخامس عشرة والعشرين من عمرهم، تكون تركيبتهم بيولوجيّاً على طرفي نقيض. في الخامسة عشر من عمر الصبيان تكون أجسادهم تحت سيطرة إحساسٍ عنيف لمادّة ” التستوستيرون” محرّكة الطاقة الجنسيّة بامتياز. للعديد منهم، يتجسّد ذلك في هوسٍ شديد لإتقان اللّعبة الجنسيّة التناسليّة. بينما عند الفتيات، فإنهنّ لا يتلقينَ هذه الدفعة اللاّمعة للهرمونات، ممّا يبقيهنَ مُنغمسات في الرومانسيّة (طغيان العاطفة). من الواضح أنّ بعضهنّ سيشعرنَ بهذه الدوافع الجنسيّة والحاجة إلى شهوة ذاتيّة. مع ذلك، ما يُثير اهتمام القسم الأكبر منهنّ، هو الأَبعاد الشعوريّة والمُثيرة. بينما الكثير من الصبيان في عمر الخامسة عشر يستمنون بشكلٍ يوميّ، وبين الفتيات من اكتشفنَ هذه العادة، ومُعظمهنَ يكتفينَ بالاستمناء مرّة كلّ أسبوعيْن. هذا يعني أنهنّ يُفتشنَ عن الشهوة المُثيرة وليس عن التناسل بمعنى أدقّ.

7. … الحياة الجنسيّة الطبيعيّة، تصل إلى موعدها تلقائيّاً!..

“منذُ زواجي، لم يكن عندنا، زوجي وأنا، أيّة حياة جنسيّة سابقاً. اعتقدت دائماً أنّ الحياة الجنسيّة هي شيء طبيعي وحتّى فطري يأتي تلقائياً، من دون ممهّدات. إلا أنّ لا شيء يجري بيننا! أخجل من الإعتراف بذلك، لكن لا ندري كيف نقوم بالعمل! هل نحن جاهلون لهذه الدرجة أو أن جهلنا طبيعي في هذه المسألة؟” ماريز (32 سنة)

عزيزتي ماريز، الخطأ يعود إلى ارتباك دلالي بين كلمتي “الطّبيعة” و “الطّبيعي”. عندما نقول عن الحياة الجنسيّة إنها “طبيعيّة”، معنى ذلك أنّها موجودة أينما كان في الطّبيعة، وليست عفويّة. في الواقع، السلوكيّات المُرافقة للمضاجعة لا تأتي إطلاقاً بعفويّة عند البشر. من دون تعلّم، ما من أحد يعرف ماذا يفعل وكيف يفعله. لا شكّ أننا نستطيع مقارنة ذلك مع فعل التّغذية: كلّ البشر عندهم “طبيعياً” حاجة إلى الأكل ولكن، باستثناء الرضاعة عند الولادة، عليهم تعلّم ماهيّة استعمال آداب المائدة… وفقاً للعادات والتقاليد في المجتمع الّذين يكبرون فيه. الحيوانات البدائيّة فقط هي الّتي تتجامع غريزياً. انطلاقاً من الجرذان، التعلّم ضروري: فالجرذ المعزول منذُ الولادة عن سائر الجرذان سيجدُ نفسه عند النّضوج، غير قادر على المُجامعة. فإنّ الثدييات البدائيّة، كالقرود الصغار، على سبيل المثال، يقلّدون من دون محرّمات والديهم. أما صغار الإنسان فليس عندهم وصول إلى هذا النّوع من التعلّم بالتشبّه: فالأهل يُمارسون المُجامعة بعيداً عن الأنظار. هكذا سيكتشف الإنسان تدريجياً العالم الواسع للحياة الجنسيّة بفضل اكتسابه للتعلّم من محيطه واندفاعه إلى ذلك بفعل فضوله الشخصي. حينئذٍ، تتكوّن عنده بمرور السّنين حياته الجنسيّة الخاصة. جواباً على سؤالكِ ماريز، الجهل هو مصدر كلّ السّيئات.

8.  حاجات الرجال الجنسيّة أكثر من حاجات النّساء!..

“مطلّقة منذُ خمس سنوات، أخرج حاليّاً مع الرجل الكامل: جميل المظهر، وذكيّ، وكريم ومثقّف، لكن هناك عيب واحد عنده: لا يُحبّ المُجامعة. هذا ما يشوّشني بقوّة ولاسيّما أنّ طليقي أفهمني أنّ الرجال عندهم حاجات أكثر من النّساء وهذا ما يُفسّر خيانتهم المتكرّرة. كنتُ مقتنعة بذلك حتّى التقائي جاك. نقص طاقته الجنسيّة زرع الشكّ في نفسي. هل يخونني؟ هل هو مثليّ؟ لا أدري ماذا أستنتجُ من كلّ ذلك…” نايلة (42 سنة).

بحسب دراسة إحصائيّة أُجريت في فرنسا سنة 2006: 73% من النّساء و59% من الرجال تلتصقُ عندهم فكرة مفادها “بالطبيعة، الرجال عندهم حاجات جنسيّة أكثر من النساء”. لذلك، بفعل اقتناعهم بهذه الفكرة الموروثة، نرى الرجال والنساء يتّبعون بدقّة هذا النموذج المحتوم. المراهنة يجب أن ترتكز على الثقافة، والتربية، والسيرة الشخصيّة والموروث المحمول، فكلّها تدخل في صلب التوجّه إلى الجنس أم لا. كما لا يوجد أيّ قانون نفسيّ ثابت حول ذلك. مع ذلك، يُمكننا تبيان “نمط” ذكوريّ أو أنوثيّ نستنتجه قبل أيّ شيء آخر وليس قوّة الطاقة. الرجال عندهم الدافع للاطمئنان على مستوى رجولتهم وبالتالي عن الجنس كإثباتٍ للرجولة، بينما النساء يفتّشن أوّلاً عن شراكة وسترة… جواباً على سؤالكِ نايلة، بعيداً عن القوالب الجامدة المُعتادة، يمكن لـ “جاك” أن تكون رغبته أقلّ منكِ من دون أن يكون مثلياً أو خائناً…

9.  الحياة الجنسيّة تطيب مع التجربة!..

“يدَّعي صديقي حاليّاً أنّ له خبرة مُتعدّدة مع النّساء، ومع ذلك كانت لذّتي أكثر مع صديقي السّابق الّذي بدأ حياته الجنسيّة معي. أشعرُ أنّه عنيف وسيىء التصرّف وما يكادُ يلمسني حتّى أحسّ بالألم. أعترفُ لكِ أنّني مرتبكة: ألا يتحسن الجنس مع التجربة أم أنّ الأمر فطريّ؟” ريما (32 سنة)

لسوء الحظ يا ريما، تعدّد البطولات والمغامرات لا تؤمّن معرفة أفضل للحياة الجنسيّة. استبدال الشريك ينحصرُ في تكرار السلوك نفسه من دون تطوّر نوعيّ. بالإضافة إلى ذلك، بقدر ما تكون المغامرات مُختصرة، بقدر ما تنقص المعرفة الحقيقيّة للآخر وما يُفضّله. على صعيدٍ آخر، كلّ شخص فريد من نوعه ويمتلكُ طابعه الجنسيّ الخاص، وفي كلّ علاقة جديدة، من المهمّ اكتشاف هذا الفرق. لا يوجد مرجعٌ يمكن اتّباعه ينطبق على كلّ النساء. هكذا، يُمكن لكلّ ثنائي متجدّد في الحياة الزوجيّة أن ينهل من اللّذة انطلاقاً من فضوله ومبادرته، أكثر من ثنائي موصوف بـ “المجرّب”. إن لم تكوني مكتفية من صديقك، اجعليه يستفيدُ من خبرتك الشخصيّة من خلال إرشادك لهُ إلى مواضع لذّتك.

د. ساندرين عطاالله