زوجي يرفض استشارة الطبيب

إنّ الكثير من النساء يتخيلنَ أنّهنّ لم يعدنَ مُثيراتٍ بسبب فشلٍ ما في العلاقة الجنسيّة الزوجيّة. غير أنّ تسرّب التعاسة إلى حياة الزوجيْن نتيجة عدم القدرة على الانتصاب عند الرجل، تعود إلى أنّه أقلّ من 30% فقط من الرجال يجرؤون على التحدث عن هذا الموضوع مع أطبائهم. فكونهم قلقين ومصابين في رجولتهم، غالباً ما ينتظر معظم الرجال عاميْن قبل الشروع في إستشارة الطبيب، لا بل إنّ البعض منهم يُفضّل الإستغناء عن الحياة الجنسيّة.

نايلة (45 عاماً) تقول: “زوجي جميل يكبُرني باثنتيْ عشرة عاماً. لكنْ هذا الفارق في السنّ لم يطرح أبداً مشكلةً بيننا، إلى أنْ خضوع لعمليّةٍ في الشريان التاجيّ، إذْ بدت عليه مظاهر الشيخوخة التي تجلّت على المستويات كافّة، ولاسيّما على مستوى آدائه الجنسيّ. فهو كان يُعاني من بعض المشاكل قبل إجراء العمليّة بفترةٍ وجيزة. في ذلك الوقت، لم يكن الأمر كارثيّاً، وحاول إشباعي بطرقٍ مختلفة، وكان ذلك يُناسبني جيّداً. بعد العمليّة، أصبح يُعاني من حالاتٍ مُتكرّرةٍ لجهة عدم القدرة على الإنتصاب، وبدلاً من أن يتقبّل الأمر بهدوء كان يفتعل مشكلةً ويثور غاضباً. فجأةً، بدأ يتجنّب أيّ ملامسة جنسيّة بيننا، وحتّى المداعبات الحنونة كانت تجعله يرتعب. أعلم جيّداً أنه يمّر بوقتٍ عصيب، لكنّني أفتقد حياتنا الحميمة، وأتعذّب كثيراً من ابتعاده. لديّ الشعور أنّني لم أعد أُنثى بنظره وأنّني فقدتُ قدرتي على إثارة شهوته. حاولتُ مرّاتٍ عدّة أن أتطرّق إلى الموضوع معه لإقناعه بالحديث إلى إختصاصيّ، حتّى أنّني قرأت أمامه عن موضوعٍ يربط بين المشاكل القلبيّة واضطرابات الإنتصاب لكي يتخلّص من عقدة الذنب ويشعر بالإطمئنان. كذلك، عمدتُ إلى تسريب خِفيةً بعض المنشورات إلى المنزل، والتي تتحدّث عن علاجاتٍ مختلفةٍ حول كيفيّة تأمين الإنتصاب. ولكنْ كلّما أُلمّح إلى هذا الأمر أو أقترب منه ينغلق على نفسه كالمحار. لا أفهم أبداً لماذا يُقفل على نفسه وسط هذا الصمت المُقيت ويرفض إستشارة الطبيبظ لم أعد أدري ماذا أفعل؟ عمري 45 عاماً وأحبّ زوجي، ولا أستطيع تقبّل أن حياتنا الجنسيّة قد انتهت”.

د. ساندين تُجيب: إنّه يعبّر عن معاناته وليس عن عدم اهتمامه بك

عزيزتي نايلة،

إنّ خضوع زوجك لعمليّة الشريان التاجيّ، وكونكِ إمرأةً أصغر منه سنّاً، والخوف من الإحباط، والقلق من الشيخوخة… كلّها عوامل تشلّ وتُجمّد من دون شك رغبة زوجك. فصمته وعزلته هما تعبيراً عن شكوكه ومعاناته، وليس أبداً عن عدم إهتمامه بك.

حاولي استيعابه

إنّ بعض الرجال يرتابون من استشارة الطبيب ظنّاً منهم أنّ العقاقير المُنّشطة تحمل خطراً ما، لاسيّما إذا كانوا يُعانون من مشاكلٍ في القلب. إلاّ أنّ الدراسات المُعاصرة أثبتت أنّ تناول هذه الأدوية لفترةٍ طويلةٍ تستطيع حماية الشرايين والقلب، وتؤدّي إلى هبوط ضغط الدم. كما أنّ تناول هذه الجزيئات يستدعي استشارة مُسبقة من الطبيب، لأنّه يُحظّر تناولها مع الأدوية الموصوفة في حالة الذبحة الصدريّة أو مرض القلب، خِشيةً من أن تتفاعل مع بعضها على نحوٍ مضرّ. البعض الآخر يخشى من تنظيم العلاقات: فإنْ كان بعض المنشطّات الجنسيّة له مفعولٌ يمتدّ لخمس أو ست ساعات، فإنّ بعض الجزيئات الأخرى له تأثيرٌ يمتدّ لستة وثلاثون ساعة، وهي في المتداول منذ أواخر العام 2007 كعلاجٍ يوميّ يؤخذ في ساعةٍ محدّدةٍ وثابتة. وهكذا تُصبح العلاقة عفويّة وطبيعيّة. وأخيراً إنّ بعض الرجال يخشون، عن طريق الخطأ، من أنّ هذه الأدوية قد تجعلهم تابعين لها.

كيفيّة المساعدة

في مواجهة هذه الصعوبات، إنْ كانت ردّة فعلك الإلحاح في طلب العلاقة الجنسيّة، فذلك سيزيد الأمر سوءاً. بدلاً من ذلك، أبلغيه بأنّكِ قلقةً عليه وحاولي أخذ الأمور برويّةٍ ونعومةٍ في علاقتكما كزوجيْن. اشرحي له أنّ ما يهمّك من كلّ ذلك هو المحافظة على علاقةٍ حميمةٍ وليس على صلابة الإنتصاب. فالمُداعبات تُصبح حينئذٍ مقبولةً ممّا يُحيي الإثارة. وأخيراً، اقترحي عليه استشارة اختصاصيّ لإزالة أيّ مشكلة عضويّة وللإستفسار بشكلٍ مناسب عن علاجاتٍ أخرى محتملة.


بحسب إحصاء “لويس هاريس- بفيزر”، فإنّ نسبة 39% من النساء يتمنّينَ أن يخضع شركاؤهنّ للعلاج. فهنّ يرينَ في ذلك “ردّة فعلٍ جيّدة” منهم، ودليل على أنّهم يعطون أهميّةً لحياتهم الجنسيّة.


الطريقة الواجب اتّباعها:

–        لا تجعلي الأمر مأساويّاً

–        تحدّي المعتقدات المغلوطة

–        تجنّبي إحباطاً خفيّاً

–        طمئني

–        استشيرا معاً