في السرير يُغمرني اليأس وأتصنّع النشوة

أحياناً، تختفي الرغبة داخل العلاقة الزوجيّة، فيستقرّ الحرمان. إنّ السكوت عن عدم الاكتفاء الجنسيّ يُعمّق الشرخ الذي يحصل في صُلْب العلاقة الزوجيَّة، إلاّ أنّ الكشف عن العالم الاستيهاميّ ليس دائماً مهمّة سهلة.

كيف أوفقَ بين حاجاتي الجنسيّة وزواجي؟

يُمنى (33 عاماً) تشهدُ على ذلك، فتقول: “أنا لا أدَّعي امتلاكي خبرةً جنسيَّةً واسعةً، بل على العكس من ذلك. فسليم زوجي، هو الرجل الأوّل في حياتي، إلاّ أنّني بفضل مغازلات المُراهقة وتجاربي الشهوانيّة الخاصّة، تعلَّمتُ أن أتعرُّف ذاتي، وبتُّ أدركُ ماذا أُحبّ وماذا أريد: المشاهد الحارَّة، والأصفاد والـخماسوترا تَزخُر بها مخيِّلتي الشهوانيّة، لا بل إنّ استيهامي المُفضَّل مثلاً، هو أن ألعب دور الأسيرة الخاضعة كليّاً لسجَّانها، فأنفّذُ أصغر رغباته. عندما نطقتُ بالـ “نعم” الشهيرة، كنتُ مُبتهجةً بفكرة أنّني سأكتشفُ أخيراً مُتعة الجنس، لكنْ للأسف، لم أكن أتخيَّل أنّ كلّ ثيابي الداخليّة وأثوابي المُغرية التي ابتعتُها لجهاز العروس، سوف تتآكلُها الرطوبة ويُغطّيها الغُبار في أسفل الدرج”.

وتتُابع يُمنى: “في الواقع، أنا لا أستطيع أن أدّعي أنّ زوجي خبيرٌ في الجنس! فهو يكتفي بالأوضاع التقليديّة ولا يُبدي أيّ انفتاح على الاستيهام الجنسيّ. عندما امتلكتُ الشجاعة واقترحتُ عليه تقييدي في السرير، ارتسمت على وجهه علامات الانزعاج، لا بل القرف. هذا الموقف جمَّدهُ مدّة عشرة أيّام. ومنذُ ذلك الحين، لم أعد أتجرّأ على اقتراح أيّ أمرٍ عليه. للحال، في السرير، بدأ يُغمرني اليأس، وأتصنَّع النشوة في غالب الأحيان، فممارسة الجنس ليلة السبت على موسيقى  Barry White لم تعد تكفيني. أنا أحتاج للتأوّه، وللشعور بأنّني مرغوبة وحيَّة بين ذراعيّ رجل. مع سليم، ما ينقصنا هو هذه الشرارة التي تُشعل نشوتي. لدرجة أنني بدأتُ أتساءل هل سأقوم بخيانته؟ إلا أنّني أحبُّ زوجي ولن أغامر بفقدانه. ما العمل كي أوفقَ بين حاجاتي الجنسيّة وزواجي؟”

د. ساندرين تُجيب:

تحرّي عن عالم الشهوة عند زوجكِ

شهادتك يا يُمنى تُبيِّن أنّه على الرغم من أنّ الحبّ والجنس يتناغمان، إلاّ أنّه ينقصهما حُسن التدبير. أنتِ تُحبّين زوجك وهذا مؤكّد، ولولا ذلك لكان حصل الطلاق. إلاّ أنّك تمرّين حاليّاً بقلقٍ عائدٍ إلى كيفيّة استدامة هذا الزواج مع وجود الحرمان. فأنتِ لا تشتعلين إلا بالمداعبات الحارّة، ولا تحصلين على أيّ لذّة بالشروط التقليديّة، ولكن مَن منكما هو الأكثر انغلاقاً؟

عندما يصعب على الشريكيْن إيجاد أرضيّة للتفاهم على الصعيد الجنسيّ، يبدو التساهل هو الحلّ. فالمُمارسات الجنسيَّة التي تُسيطر على مخيلَّتك الاستيهاميّة (الأصفاد – اللّباس)، كانت تُعتبر غالباً كحالات شذوذ. حاليّاً يجري الحديث عن سيناريوهات “ماكرة” وعن جنسٍ متطرّف، وهذا ما يُخيف زوجك. في حالتك الراهنة، الوصول إلى اللّذة يفترض انتهاك الفكرة السائدة، ويضعك في خانة الخضوع، لكنّك تختزلين المُتعة في مُمارسةٍ شخصيّةٍ قائمة على البحث عن لذّتك بشكلٍ أنانيّ. هل حاولت التحرّي عن عالم الشهوة في تفكير زوجك؟ هل تقاسمت معه ما تفضّلينه وما ترغبين به؟ هل حاولت الالتفات نحوه ونحو لذّته الشخصيّة؟ عزيزتي يُمنى الحياة الجنسيّة المتألّقة تُعاش بين اثنين. فالمساومة إذاً ضروريّة.

نصائحي لكِ:

-لا تُفتّشي عن عالمكِ الشهوانيّ الخاص من خلال علاقتكِ الزوجيّة. اخلقا معاً عالماً جديداً لكما، وفريداً مع قصّته الجنسيّة وعاداته الخاصّة.

– امنحي زوجك بعض الوقت. فقد يتوصّل ربّما إلى المكان الذي تنتظرينه فيه استناداً إلى حبّه لك.

– حاولا سوية اكتشاف مُمارسات جنسيّة جديدة يقترحها عليك وليس فقط استيهاماتك.

-لا تجبريه على القيام بمُمارسات يعتبرها مُتطرّفة، فأنتِ تُغامرين بتجميده نهائيّاً. داعبيه بنعومة وبطرقٍ ذكيّةٍ مبتدئةّ بسيناريوهات خفيفة.

-ليكن إصغاؤكما لرغباتكما المُشتركة. لا تستخدمي زوجك من أجل لذّتك الخاصّة فقط.


للمزيد من النصائح

[ytp_playlist source=”PLh0nSjACpYj336pniZtsmsHb9-TD7K8wf”]