في الصّيف… تزداد رغبتي الجنسيّة

عندما تستفيق الشمس من سُباتها وترتفع درجات الحرارة، يزيد تدفّق الهرمونات لدينا، ويستشعر بها الجسم كلّه. أعتقد أنّنا جميعنا نلاحظ ذلك… لكن صديقتنا لَمَى ترغب في معرفة ما إذا كان هناك تفسير علميّ لهذه الرغبة التي لا تقاوم في ممارسة الحبّ خلال فصل الصيف.

تقول لَمَى: “منذ بداية الصيف، تزداد لديّ الرغبة الجنسيّة بشكلٍ ملحوظ ويبلغ مستوى الإثارة عندي حدّ الجموح. لكن زوجي يقول لي إنّ ذلك ليس سوى فكرة تراودني مع اقتراب فترة الإجازة الصيفيّة، فتوقظ فيّ هذه الأحاسيس. صحيح أنّني أستمتع بفترة العطلة المدرسيّة كوني معلّمة، ولكن في الصيف أشعر أنّ جسدي يتفاعل بشكلٍ مختلف مع المحفّزات الجنسيّة. أشعر باستجابةٍ أكبر كأنّ مستوى الهرمونات في جسدي يتضاعف، وهذا الأمر ليس مرتبطاً بفترة الإجازة على الإطلاق. في الواقع، خلال عطلة الشتاء، أشعر برغبةٍ واحدةٍ فقط وهي النوم طوال اليوم! فهل هناك تفسير علميّ لمشاعري؟ وهل يؤثّر موسم الحرّ فعلاً على الحياة الجنسيّة؟!”.

د. ساندرين تُجيب:

عزيزتي لمى، هذا صحيح. ففصل الصيف يُنشّط أجهزة الاستشعار ومستقبلات الهرمون لدينا المُرتبطة بحواسنا الخمس.

١-وهج الصيف يُضيء القلب

دعونا نبدأ مع الرأي الذي يعتبر أنّ الضوء هو وسيلة مهمة تؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على الرغبة الجنسيّة، وإشارة يلتقطها الدماغ. وفي نهاية اليوم، عندما يخفت ضوء النهار يبدأ جسمنا بإفراز مادة الميلاتونين التي تجعلنا نرغب في النوم، لكن طول ساعات النهار في الصيف، يؤثّر في عمل دماغنا ممّا يُسبّب إفراز هرمونات الغُدد التناسليّة (أيْ التستوستيرون والاستروجين) المسؤولة عن إنتاج الحيوانات المنويّة لدى الرجال والبويضة لدى النساء، لذلك يكون نشاطنا الجنسيّ في أفضل مستوياته خلال فصل الصيف.

وبالإضافة إلى ذلك، نكتشف تدريجيّاً، ومع حلول فصل الصيف… وخصوصاً في نزهاتنا على الشاطئ… أنّنا نزيد من إطلاق الإشارات التي توحي برغباتنا الجنسيّة أكثر من أيّ وقتٍ آخر!

٢-عبير الصيف اللّطيف

الشُعيّرات الموجودة على بشرتنا هي الأكثر عُرضة لأشعة الشمس ولاسيّما في فصل الصيف. عندئذٍ تبدأ بإطلاق الفيرومونات التي تُفرزها المسام، وهي الجزيئات الصادرة عن جسم شخصٍ يلتقطها شخصٌ آخر. وتُعتبر هذه الجزئيات الرسالة التي نرسلها للآخر إعلاناً عن استعدادنا للمداعبة وهي تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا الجنسيّة. وحتّى لو كانت هذه الفيرومونات لا تتمتّع بأيّ رائحة، فباستطاعة أجهزة التحسّس في الأنف أن تشعر بها وتلتقط إشاراتها. ويفرز الجسم هذه الفيرومونات بشكلٍ كبير عند التعرّق وبخاصّة عند ارتفاع درجة الحرارة الخارجيّة.

انتباه! لا بدّ أن تستحمّي يوميّاً، وسيكون ذلك أكثر متعةً عندما تقومين به مع الشريك!

٣-أسرار الصيف المثيرة

ثالثاً، أيّتها العزيزة لمى، في الصيف، تكونين أنتِ وزوجك أقلّ انشغالاً، كما ذكرت. لذلك يكون فصل الصيف أكثر ملاءمةً للخروج معاً والتقرّب من بعضكما. ففي هذه الفترة يكون الجسم أكثر استرخاءً وتفاعلاً مع سحر الجسم الآخر. عليكِ أن تعلمي أنّ الجسم يتعرّف إلى حالتيْن أساسيتيْن: الأولى هي النشاط الذي يجعل الجسم يدافع عن نفسه للبقاء والاستمرار، فيُفرز مادة الأدرينالين ممّا يجعله بعيداً عن الرغبة في ممارسة الحبّ. أمّا الحالة الثانية، فهي عندما يكون الجسم في وضع الاستراحة فيُفرز مادة الأوكسيتوسين، الذي يزيد من الاسترخاء ويحثّ على التفاعل الجسديّ مع الشريك.

إستفيدي من فصل الصيف للتواصل مع الشريك… ولا تنسي الكلام العذب لإضفاء المزيد من الإثارة والرومانسيّة. 

٤-نكهات الصيف اللّذيذة

الصيف هو موسم النكهات المتعدّدة… خلال هذا الفصل الحارّ تتأثّر حواسنا بمختلف العطور والنكهات المحيطة بنا: تلك التي اختزنّاها في ذاكرتنا وارتبطت بطفولتنا ونشأتنا فيأخذنا الحنين الجميل إلى حالةٍ من الرفاه والحبور المطلق.لذلك إنّ استسلامنا لهذه الحالة من السعادة والاسترخاء خلال تناولنا وجبات الطعام مع الشريك يقرّبنا منه ويزيد من تعلّق أحدنا بالآخر.

ليس هناك أفضل من وجبة لحم مشوي في الهواء الطلق مع سلطة خضار صحيّة تليها حبّات من الفاكهة الطازجة الشهيّة الغنيّة بالفيتامينات والمواد المضادّة للأكسدة… لتتذوقي مع الشريك أطايب الحبّ بكميّاتٍ لامتناهية!

٥-شوق الحبّ يُلهب الصيف

يُعتبر شكل الجسم إشارة مهمّة جدّاً بالنسبة إلى العقل الباطنيّ عند الأفراد وتخيّلهم طريقة تفاعلهم الجسديّ مع الشريك، وتصبح حاسّة اللّمس وحاسّة البصر متناغمتيْن تماماً. فعندما تتعرّى المرأة مثلاً، ينظر الرجل إلى الخصر والوركيْن ويدرس مقاييسهما بتمعّن. أمّا عندما يتعرّى الرجل، فتنظر المرأة للخصر والكتفين بشكلٍ أساسيّ. وبعدئذ تبدأ الرغبة باللّمس والعناق، ممّا يُعزّز أيضاً إفراز مادة الأوكسيتوسين. وعندما نتعانق نمنح الشريك شعوراً بالمتعة المطلقة ممّا يزيد من الإثارة والرغبة الجنسيّة بين الشريكيْن.

استمتعي بقضاء يومٍ مشمسٍ على الشاطئ مع الشريك. فهذا الجوّ يُساعد على التلامس والتقارب الجسديّ بدءاً من  تدليك ظهر الشريك بالزيوت والكريمات إلى السباحة مع بعضكما بحميميّةٍ وصولاً  إلى استسلام حواسكما لعاصفة حبٍّ لا تهدأ… وسنترك لكما وحدكما فرصة الاستمتاع بها.


للمزيد

[ytp_playlist source=”PLh0nSjACpYj336pniZtsmsHb9-TD7K8wf”]