أنثى حتى الثمالة

الثديان رمزٌ للأنوثة وللأمومة في آن، يَسحُران الرجال ويكونان في الوقت عينه مصدراَ لتغذية الرُضَّع. فما هو الدور الذي يلعبانه في حياة المرأة؟ هل هُما سلاحٌ للإغراء لا قُدرةَ على مقاومته أم لهما وظيفةٌ حيويّة؟ لِمَا يكثر عدد النساء اللواتي لا يكتفينَ بتكوينهما الطبيعيّ؟ وما هي حقيقة التهديد السرطانيّ، الذي يبرز عند كلّ فحصٍ طبيّ؟

كلُّ ما عليكِ فَهْمه حول هذه المنطقة المُثيرة جنسيّاً والتي هي في صُلْبِ الكثير من التساؤلات… في هذه المقالة:

حياتي كإمرأة، ثديايْ وأنا

ما هو الثدي؟

هناك أيضاً جُرَيبات الشعر، ممّا يُفسِّر ظهورَ الوَبر حول اللَعوة (هالةُ الثَّدي) التي تُحيط بالحلمة، والتي يختلفُ لونُها وقياسُها بإختلاف المرأة. كما هناك بعض الغُدد العَرَقيَة التي تُصرّف التعرّق، لكنّها ليست كثيرة.

وأخيراً، من بين المكوّنات الأخرى، نجدُ الشرايين والأوردة الصغيرة والأوعية اللّمفاويّة، بالإضافة إلى الأعصاب التي تُحيط بالثدي وتؤمّن الدورة الدموية وكميّة الغذاء المطلوبة وحساسيّة الغُدَّة.

ما هي وظيفة الثدي؟

الوظيفة الأساسيّة للثدي هي إرضاع الطفل. في الواقع، الثَديان هما “الضَرع” عند اللَّبُونات، لكنْ دورهما أهمّ من أيّ غدّة عاديّة! فمن وجهة نظر رمزيّة وفيزيولوجيّة، يلعبُ الثديان دوراً جنسيّاً مركزيّاً. وبفضلِ أطرافهما العصبيّة المتعدّدة، هما شديدا الحساسيّة على اللمس ويُضاعفان اللّذة الأنثويّة. بالإضافة إلى ذلك، هما سلاحٌ للإغراء الأنثويّ لا يُمكن تجنُّبه، فشكلهما الجميل والعامِر يُثير المخيّلة الشهوانيّة الذكوريّة.

ما هي مكانة الثدييْن في الحياة الجنسيّة؟

كمنطقةٍ شهوانية أساسيّة، الثدي هو محرّكٌ للرغبة الجنسيّة. تحفيزه من شأنه أن يزيدَ من إرتفاع الإثارة الجنسيّة، ممّا يؤدي إلى التهيّج والإنتصاب عند الرجل، وإلى الإفرازات المهبليّة عند المرأة. أثناء الإثارة ينتفخُ الثديان ويتصلّبان، ويُرافق تهيّج الحلمتيْن تَوسُّعاً وإحتقاناً للأوعية. وبصرف النظر عن زيادة الحجم، فإنّ بعض الإحمرار يُمكن أن يكشُفَ ظواهر الأوعية الدمويّة.

على صعيدٍ آخر، يُمكن للرجل أو للمرأة أن يبلُغا المِتْعة بمجرَّد مُداعبة الثدييْن، وهذا دليلٌ على طاقتهما الشهوانيّة. إلاّ أنَّه كي تشعرَ المرأة باللذّة على مستوى هذه المنطقة المُهمَّة، يجب عليها أن تحبَّ وتتقبَّل صدرها.

ليس من المُستبعد أن يُصابَ الثديان ببعض الإنفعالات أثناء العمليّة الجنسيّة: مُداعباتٌ عنيفة، عضّات، أورامٌ دمويّة، كدَمات، لكنَّها في معظم الأحيان ليست بذات أهميّة لأنّها تختفي بسرعة. بخلاف ذلك، على المرأة ألاّ تتردّد في إستشارة طبيبها.

قد يكون سرطاناً…

الفحص الذاتيّ للثدييْن

  • قومي بذلك مرّةً واحدة في الشهر، في اليوم الرابع أو الخامس بعد العادة الشهريّة.
  • الذراعان في الهواء، ثمّ انظري إلى ثدييْك في المرآة لتتأكّدي من أنَّ تناسقهما لم يتبدَّل، وأنَّ الحلمتيْن لا تُظهران أيّ قِشرةٍ أو أكزِما، وأنَّهما غير مشوهتيْن ومسحوبتيْن إلى الداخل.
  • اضغطي على الحلمة لتتأكّدي أنّ لا سائل يظهرُ فيها.
  • إرفعي ذراعيْك وانظري دائماً إلى ثدييْك في المرآة، ثمّ انحني إلى الأمام واستديري جانبيّاً. في كلّ وضعيّة، يجب ألاّ تظهر في ثدييْك أيّ تشوّهاتٍ أو عيوباً موضعيّة.
  • تمدّدي على سريرك وضعي وسادةً تحت كتفيْك. قومي بحركاتٍ دائريّة صغيرة على الثدي. افحصي بكفّ يدك اليسرى الثدي الأيمن، والعكس بالعكس حتى تشعري بأيّ كُتلةٍ مُحتَملة.
  • ابقي مُستلقية، وبواسطة أصابعكِ الملتويّة في تجويف الإبط، إبحثي عن ورمٍ صغيرٍ جديدٍ مُحتمل.

جسدي، ثدياي وأنا

  • ثديي الأيمن أكبر حجماً من ثديي الأيسر. هل هذا طبيعيّ؟

حوالى 90% من النساء يُعانين من عَدمِ تَناسقٍ بين الثدييْن. بعضهُنَّ لا يُلاحظنَ ذلك، أمّا البعض الآخر، فيتنَّبهنَ إلى وجود فارقٍ في حجم الثدييْن من خلال حمَّالة الصدر. في جميع الحالات، عدم التناسق هذا يبدو طبيعيّاً، غيرَ أنّه إذا برز الفرقُ كثيراً أو أنّ أحد الثدييْن لم ينمو كفايةً (أعراض بولند)، من المُمكن حينئذٍ اللجوء إلى الجراحة لتصحيح هذا العيب الجَماليّ.

  • حلمة صدري لا تبرزُ كفايةً، فهل أستطيع إرضاع طفلي؟

هذا ما نسمّيه “الحلمات ذات السُرّة”. عامّةً، قد تظهر أثناء المُداعبة أو تحت تأثير البَرْد. في هذه الحالة تستطيع المرأة إرضاعَ طفلِها، لأنّ الحلمة تخرجُ بعد الولادة. خلاف ذلك، يُصبح إرضاع الطفل أمراً غير مُمكنٍ. أمّا إن كان مظهر الحلمتيْن الجَمالي يُزعج المرأة، فالعمليّة الجراحيّة تُصبح مُمكنة، لكنّها تُعرّض الرضاعة للخطر.

  • ثديايْ صغيران جدّاً! ماذا يُمكنني أن أفعل من دون اللجوء إلى عمليّةٍ جراحيّة؟

لسوء الحظ، لا يوجد حلٌّ سحريّ بعيداً عن العمليّة الجراحيّة. في معظم الأوقات، تكون أسباب صِغَر الثدييْن وراثيّة، وفي حالاتٍ نادرة تكون هُرمونيّة: النقصُ في مادّة “الإستروجين” قد يؤدِّي إلى نُضجٍ متأخَّرٍ وأعضاءٍ تناسليّة قليلة النموّ. في هذه الحالة، تسمح المُعالجة الهُرمونيّة القائمة على مادّة “الإستروجين” بأنْ يكبر الصدر ويزيدَ حجمُه.

هناك نساء يلجأنَ إلى حبَّةِ مَنْعِ الحمَل كي يزيدنَ من حجم صدورهنّ، وأخريات يتناولن العقاقير التي تُحفّز إفراز مادّة “البرولاكتين”، لكن هذه الحالة الأخيرة، لها عوارضها الجانبيّة الضاغطة: تدّفق سائل من الحلمتيْن، وإنقطاعٌ مُمكن للعادة الشهريّة.

كيفيَّة الإعتناء بالثدييْن

في الحياة اليوميَّة:

  • الجلوس مستقيمة طيلة النهار: أرجعي كتفيْك إلى الوراء لإعطاء حيويَّة للصدر، فالإنحناء يزيد من حِدّة ترهل الثدييْن.
  • ارتدي حمّالة صدر: الثديان ليس لهما رَباط مُعَلِّق، ولا شيء يدعمهما إلا الغطاء الجلديّ، لذا لا بدّ من إرتداء حمَّالة الصدر.
  • الإختيارُ الجيِّد للملابس الداخليّة: كثيراتٌ هنّ النساء اللواتي لا يعرفْنَ أهميّة إختيار حمَّالة الصدر. فمَن لهنَّ صدرٌ ذو حجمٍ كبير، يَملنَ إلى إختيار حمَّالة ضيّقة، علماً أنّه مِن المُفضّل اللجوء إلى حمَّالة صدر لا تضغط أو تحرّر الثدييْن، بل تُحافظ على شكلهما بطريقةٍ سليمة وصحيّة.
  • تجنَّبي الحمَّالات التي تحتوي على سلكٍ معدنيّ: على الرغم من أنّ أكثرية النساء تميلُ إلى إرتداء المشدّات أو الحمّالات التي تحتوي على سلكٍ معدنيّ، إلا أنَّه من الأفضل عدم إرتدائها إلا ظرفيّاً خاصّةً إذا كان الصدر كبيراً. هذه القطعة من المعدن يُمكن أن تؤثِّر سلباً على الدورة الدمويّة وتؤدِّي إلى اضطراباتٍ فيها.
  • النوم على الظهر: حتّى لا نضغط على الصدر.
  • استخدمي المياه الباردة أثناء الإستحمام: كي تكون الأنسجة مشدودة، حفّزي الدورة الدمويّة الصغيرة وحسّني تبادل الخلايا.
  • مارسي تدليك الصدر بشكلٍ مُنتظم: كي تحفّزي تجديد الخلايا والدورة الدمويّة، من المفضّل أن تقومي بحركاتٍ دائريّة بنعومةٍ، من دون الإساءة إلى الصدر.

الحركات الواجب تجنّبها:

  • الحركات والنشاطات الرياضيّة العنيفة
  • التعرُّض لأشعة الشمس من دون كريمات الحماية
  • الأحمال الثقيلة
  • الإستحمام بماءٍ ساخن لمدّةٍ طويلة
  • تغيّرات في الوزن

حياتي الجنسيّة، ثدياي وأنا

  • تكره زوجتي طريقة مداعبتي لثدييْها. فهي تدّعي بأنّني أسبِّب لها الألم. كيف يُمكنني القيام بذلك؟

القاعدة الذهبيّة لذلك هي في التركيز على النعومة، فالمُداعبة يجب أن تتّم بأطراف الأنامل وبطريقةٍ دائريّة حول الثدي، ثم حول اللَعوة. والمداعبات الناعمة للحلمة واللَعوة بإستخدام طرف اللسان تبدو مُقدّمة جيّدة لمُطارحة الغرام. وإنطلاقاً من ذلك، كلّ الملّذات مُرّحبٌ بها: تدليك الثديين معاً، مصّ ولعق الحلمتيْن…

ننصح بتجنّب المُداعبات المطولّة قبل أيامٍ عدّة  من العادة الشهرية، لأنّ الثدييْن يكونان حينئذٍ محتقنيْن بالدم، أيّ ثقيليْن ومؤلميْن.

  • زوجي يُحبُّ أن يُداعِب عضوه بين ثدييْ. فهل هذا طبيعيّ؟

هذا ما يُسمّى بـ “مداعبة القضيب بواسطة الثدييْن”، وهي عندما يقوم الرجل بالإستمناء بين ثدييْ المرأة. هذا الإستيهام الذكوريّ المُتكرّر لا تقبل به جميع النساء، والقيام بذلك يتطلَّب القليل من التدريب خاصّةً لصدر المرأة. ولهواة هذه الممارسة،  نُذكّر دوماً بضرورة وضع كريم مرطّب لأنّ جلد الثدييْن شديد الحساسية.

  • يطلبُ منّي زوجي مُداعبة ثدييْه، وهذا يُسبّب لي الإحراج لأنّي لا أعرف كيف أتصرّف!

بالمقارنة مع النساء، تبدو حلمات الرجال أقلّ تأثُراً جنسيّاً. أضِفْ إلى ذلك، إنّ نسبة 50% منهم تَعتبرْ تحفيز الحلَمات أمراً غير مُلذّاً. غير أنّ مداعبة ناعمة تبدو أحياناً مطلوبة، فبعض القُبلات المُتكرِّرة واللمسات الناعمة بأنملة الأصابع، تؤمّن للشريك أحاسيس ملّذة.

ستة مداعبات على مستوى الثديين…

إستعمال الريشة لمداعباتٍ خفيفة ورقيقة

زيوت معطّرة للسيطرة عليه بأحاسيسٍ مثيرة

بودرة الطلق لملمسٍ مُخمليّ ومداعبةٍ ناعمة

كريم مُرطِّب للجسم لعناية وترطيب بشرة الثدييْن الحسّاسة

مثلَّجات لإثارة رعشاتٍ من المِتعة

القليل من العسل لتقوية شهيّة المُداعبات الملّذة

صِحتّي، ثدياي وأنا

  • أشعر بألمٍ شديد في ثديايْ قبل العادة الشهريّة. هل يوجد حلول لذلك؟

هذه الأوجاع التي تسبق الحيض هي من العوارض المُتكرِّرة في حياة المرأة. الألم المقبول عامّةً، يدوم بين 24 و48 ساعة ليَخْتفي مع بدءِ العادة الشهريّة. إنّ إحتباس الماء المُرافق لما نسمّيه “عوارض سابقة للحيض” هو عادةً السبب في ذلك، أمّا الحلول فهي تختلف من حالةٍ لأخرى حسب تشخيص كلِّ إمرأة. بعضهنَّ مثلاً يشعُر بالإرتياح عندما يأخذْنَ حبَّة منع الحَمْل، بينما أخريات يستفدنَ من مُدرّات للبول، كما يُمكن اللجوء إلى حبوب سابقة للحمل أو إلى مراهم تُدهن على الثدييْن. ويبقى من الأفضل استشارة طبيب لمتابعة العلاج اللازم. وننصحكِ أخيراً لتخفيف إحتباس الماء، بتجنّب حاملات الثدي التي تحتوي على سلك معدني، بتخفيف الملح في الطعام، وباستبدال القهوة بالشاي الأخضر.

  • كم مرَّة يجب أن أستشير الطبيب النسائيّ؟

الإستشارات السنويَّة عند الطبيب النسائي تبدأ مع الحياة الجنسيّة لكلّ إمرأةٍ شابّة. وهكذا هي تخضع لمَسحة وفحص للثدييْن مرّة واحدة في السنة، ومن النادر جدّاً أن تقوم المرأة بالتصوير الشُعاعي للثدي قبل سنّ الـ35 وحتّى قبل الـ40 في غيابِ عواملِ الخطر.

  • حَبَّة منع الحَمْل هل هي مُضرّة للثديين؟

إنطلاقاً من دراساتٍ عديدة يبدو أنّ حبّة منع الحَمْل حتّى ولو كانت مُستعملة لسنواتٍ طويلة، لا تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي. إضافةً إلى ذلك، فهي في تجميدها للإباضة، تُساعد على وضع المَبيض في حالةِ استرخاءِ، ممّا يُخفِّف من إمكانيَّة الإصابة بالسرطان للجسم والرحم والمَبيض.

  • هل يُساهم إستعمال معطِّر الإبط والذي يحتوي على أملاح الألومنيوم، في الإصابة بسرطان الثدي؟

حتّى الآن ما من دراسة جديّة أثبتَتْ أنّ هناك علاقة بين سرطان الثدي ومُعطِّر الإبط.

أمراض الثدي

سوءُ التغذية لثدييْ المرأة أو أمراض الألياف الكيسيّة: بعض مناطق الأنسجة الثديية يُمكن أن يتصلّب، وبعضها الآخر يتضخَّم ويَظهرُ عليه أكياسٍ ما، هي أكياسٌ حميدة في أكثر من 99% من الحالات.

الأورام الحميدة: الأكثر إنتشاراً هي الغُدوم الليفي، وهي إجمالاً حميدة لكنّها لا تختفي. عند النساء اليافعات، يتأكَّد الطبيبُ أنّ الورَمْ هو فعلاً حميدٌ وذلك بواسطة التخطيط بالموجات فوق السمعيّة، وإذا لزم الأمر  بواسطة الوخز. إبتداءً من سنّ الثلاثين، يلجأ الطبيب إلى إجراء خَزْعَة حتّى يتأكَّد من الطبيعة الحميدة للورَم.

العَدوى: وهي أصبحت نادرة جدّاً وتظهر غالباً أثناء الرضاعة.

الإلتهابات: مع أنّها حميدة، غير أنّ أسبابَها تبقى غير معروفة ومعالجتها مستعصيّة. فالقنوات الناقلة والمفرزة للحليب تُصاب بالحساسية وتُفرِز إفرازاتٍ بيضاء. ويمُكن للإلتهاب أن يتحوَّل لاحقاً إلى إلتهاب الثدي مُسبّباً آلاماً شديدة. هذه المُشكلة تُصيب النساء المُدمنات على التبغ.

السرطان: إمرأة من تسع تُصاب بسرطان الثدي. فالكشف المَسحي المُبْكِر يسمحُ بالشفاءِ الكامل.