رجالٌ ونساءٌ يغوصون في تخيّلاتهم الجنسيّة المفضّلة

مَن منّا لا يحبّ النفاذ إلى باطن شريكه كي يكتشف الأوهام المخبّأة في خياله؟ لكن، في المقابل، من منّا مستعدّ لإشراك الآخرين في أفكاره الحميميّة بانفتاح؟ أمام هذه الأسئلة، كثيرون ينكفئون، لأنّ رفع الغطاء عن عالمهم الاستيهاميّ ليس أبداً بالأمر السهل عليهم.

على عكس الأحكام المسبقة، فإنّ علم الجنس المعاصر لم يعد يعتبر أنّ الخيال الشهوانيّ هو دلالة على اللاإكتفاء أو اللانضوج الجنسييْن، لكنّه مكمّل للعلاقات الجنسيّة. الخيال الجنسيّ يبدو دافعاً للرغبة، ومصدراً إضافيّاً للإرتياح. بالإضافة إلى ذلك، إنّ التخيّلات تبدو مرافقة لنا طيلة حياتنا؛ ومع كون هذا الخيال الجنسيّ صادراً عن مخيّلة طبيعيّة وسليمة، إلا أنّ مجتمعنا الشرقيّ يبقيه ضمن المواضيع المحرّمة.

لعلّ تجربة هنري تشهد على ذلك: “لم أصارح زوجتي بجميع تخيّلاتي الجنسيّة، إلا بتلك التي، في رأيي، لا تسبّب لها جرحاً عاطفيّاً. فعلى سبيل المثال، لم أحدّثها أبداً عن تخيّلاتي بمطارحتها الغرام بوجود إمرأة أخرى. حتّى لو أدركت أنّني لا أسعى إلى تحقيق ذلك، إلا أنّها لن تقبل أبداً بوجودي مع إمرأة أخرى حتّى في خيالي”.

الخيال الجنسيّ… ظاهرةٌ شائعة

التخيّلات المتكرّرة:

70% من الرجال

40% من النساء

التخيّلات أحياناً:

25% من الرجال

40% من النساء

التخيّلات النادرة:

5% من الرجال

10% من النساء

 التخيّلات الأكثر شيوع

هكذا، إنْ كان الخيال الجنسيّ يبدو نشاطاً عاديّاً، وشائعاً بين مواطنينا، إلاّ أنّه يبقى نشاطاً حميميّاً وعميقاً. ومع ذلك، فإنّ الدراسات العالميّة استطاعت تحديد التخيّلات الأكثر شيوعاً. وما يفاجئنا أنّ الرجال والنساء يعيشون بشكلٍ مشترك أربعة تخيّلات جنسيّة مفضلّة لديهم: الأماكن غير المألوفة، الجنس الثلاثيّ، الجنس الجُماعيّ والجنس الفمويّ. في المقابل يختلفون على التخيّل الجنسيّ الخامس المُفضّل لديهم: الرجال يختارون الجنس الشرجيّ، أمّا النساء فيَمِلن إلى علاقةٍ سحاقيّة بين امرأتيْن.

التخيّلات الجنسيّة المفضّلة لدى الرجال:

  • العلاقة الثلاثيّة
  • أماكن غير مألوفة
  • الجنس الفمويّ
  •   الجنس الجُماعيّ
  • الجنس الشرجيّ

التخيّلات الجنسيّة المفضّلة عند النساء:

  • العلاقة الثلاثيّة
  • أماكن غير مألوفة
  • الجنس الفمويّ
  •   الجنس الجُماعيّ
  • علاقة مع إمرأة أخرى

العلاقة الثلاثية الأسطوريّة

إنّها تقليدٌ متداول عند الرجال، يندفعون إليها بحماسٍ وفق سيناريوهات مبنيّة بإحكام. يقول مارسيل: “كنت أؤجّر منزلنا الصيفيّ لسائحتيْن أجنبيتيْن شقراوتيْن طويلتيْ القامة، ذات عينيْن زرقاويْن، جمالهما يقطع الأنفاس. مع الوقت، أقمت معهنّ علاقات صداقة وثقة. وبعد سهرةٍ عامرة، تشابكت أيدينا، وتاهت أعيننا…”. بالنسبة إلى النساء الخبيرات في هذا المجال، كجيني التي كانت تتخيّل دائماً فرساناً قادمون لخدمتها: “لا هدف لهم إلا تأمين لذّتي. شهوتي تبقيني من دون حراك، كأميرة يهتمّون بها بعناية وبهجة. كانت تكفيني نظرة واحدة حتّى يدركوا رغباتي المجنونة. وبذلك كنتُ أبلغ الذروة”.

مكانٌ سحريّ

إنْ كانت الصُحبة لها الفضل الأوّل، إلا أنّ مكان اللقاء لا يقلّ أهميّة عنها. فالنساء والرجال يتأنّون في إتّقان التفاصيل المطلوبة لعالمهم الشهوانيّ المتخيّل. هم يتخيّلون مثلاً مُغامرات في مصعد المكتب، سهرات رومانسية شهوانيّة على شاطئ مُقفر، رحلة بعيدة في مركب مع غروب الشمس الرائع، غرف تغيير الملابس

في مخزنٍ يعجّ بالناس، مراحيض الطائرة أثناء رحلة عابرة للمحيطات… يبدو أنّ التفنّن في الشهوة وإشباعها هو هدفٌ يتعمّد الهروب من السرير الزوجي، كي يُبعد الزوجيْن عن الملل والروتين. ولعلّ إنفلات التفكير في أماكن بعيدة وشهوانيّة هو لتفجير ذروة الأحاسيس العاطفيّة. وتقول جينا: “هناك في أعالي سلالم النجدة، وفي آخر طوابق الفندق الغريب… حيث ضربات القلب الهائم… والخوف من الخطر… لذّتي بين ذراعيْ الرجل الذي أعشق”.

اللقاءات المتعدّدة الأشخاص

الهروب الفكريّ يقود أحياناً الرجال والنساء إلى عالم اللذّة والشهوة. إنّه عالم خياليّ ومُتخيّل، حيث الأيادي والمداعبات تتضاعف إلى ما لا نهاية. بالنسبة إلى النساء، إنّه عالم “الزوجات والأسرّة”، وبالنسبة إلى الرجال، إنّه تعدّد بنات الهوى. وسط هذه التعدّدية في الأجساد، تشتعل الحواس بطريقةٍ شديدة، وتقوى الأحاسيس عشرات الأضعاف. تقول سارة: “أنْ أشعر بأيادي متعدّدة ومجهولة تُداعبني من أجل اللذّة فقط، هذا هو حلمي السريّ”.

الجنس الفموي

على الرغم من سهولة تحقيقه، يبقى خيال الجنس الفموي حُصّة الأسد بين التخيّلات الجنسيّة المفضّلة عند النساء والرجال. فمجرّد التفكير بهذه المُداعبة الرطبة والشهيّة تهيّئ الذهن والبدن لعلاقةٍ جنسيّة مُفعمة. ويُصبح هذا الإحتكاك الجسديّ المُدّعم بالتخيّل من أكثر العلاقات لذّة.

تُخبرنا كارينا قائلةً: “زوجي كثير التنقّل في عمله. عندما يتغيّب لفترةٍ طويلة، نجري أحياناً حديثاً على شبكة الـ Skype، حيث أتخيّله حينئذٍ يغمرني بقبلاته، ويتوقّف بلسانه عند الأماكن الحسّاسة. هذا يساعدني في الصمود. إنّني أفتقده كثيراً أثناء غيابه”.

إمرأة تُضاجع إمرأة

على الرغم من كون ذلك غريباً، فإنّ النساء ذات الميول الجنسيّة الطبيعيّة يتكوّن عندهن إستيهامات ذكوريّة أكثر من الرجال أنفسهم. ربّما يَسعيْن من خلال هذا السيناريو الشهواني، إلى التواصل مع جسدٍ ناعم أقلّ ذكوريّة، أو التوهّم بوجود شريك يُتقن معرفة مناطقهنّ الحسّاسة. هذا الخيال غالباً ما يبدو لُغزاً غامضاً للنساء المعنيّات به، والكثيرات منهنّ لا يجدن تبريراً مُقنعاً لهذا الانجذاب التخيّلي. بعضهنّ يخبئن هذا الشعور خجلاً من نعتهنّ بالمُنحرفات المكبوتات. تقول كريستين: “لا أفهم أبداً لماذا يعاودني هذا الخيال في كلّ مرّةٍ أكون  فيها على وشك بلوغ الذروة الجنسيّة، مع أنّني عمليّاً طبيعية مئة في المئة، في ميولي الجنسيّة وأشعر بالاكتفاء مع زوجي. لم أتجرّأ يوماً على مصارحته بأنّني حين أُغمض عينيّ أثناء استمتاعي بالعلاقة، أتوّهم وجود “إمرأة أخرى”. قد يأخذ ذلك على محملٍ آخر، وقد لا يفهمه، وأنا نفسي لم أفهم يوماً معنى ذلك. عندما أحاول طرد هذه الصورة الدخيلة، أجد صعوبةً قصوى في بلوغي “هزّة الجماع”. حينئذٍ كنتُ أستسلم لها. أمّا طبيبتي النفسيّة، فقد أوضحت لي أنه ليس بالضرورة أن يكون عندي ميول ذكوريّة، وأنّ الخيال الجنسيّ ليس واقعاً. أحياناً أشكّك في أقوالها وأشعر بالذنب. إنّه سرّ يضغط عليّ بثقلٍ بالغ”.

الجنس الشرجي

إنْ كان الجنس الشرجيّ يُلاقي أرضاً خصبة في مخيّلة الرجال، فهذه الحال لا تستهوي معظم النساء اللواتي لا يضعن هذه الطريقة بين إستيهاماتهنّ المفضّلة. مع ذلك، إنّ ممارسة هذه الطريقة أصبحت أكثر تداولاً في العلاقات الجنسيّة. فالممنوع المرغوب من جهة، والرغبة في المحافظة على العذريّة من جهةٍ أخرى، بالإضافة إلى الميل في إكفاء حاجة الشريك هي من الأسباب الدافعة لهذا السلوك الجنسيّ. تقول ليا: “زوجي يُحبّ هذه الطريقة، وأنا أدرك أنه يستوهم غالباً. على الرغم من الألم الذي أشعر به، فأنا أخضع لضغوطاته. قد أندم لاحقاً على ما أفعل، ولكن كيف أقاوم توسّلاته؟!”.

تجنّب الوقوع في الشذوذ

بعد هذه النزهة المُقتضبة في مملكة التخيّلات الجنسيّة، يجب ألا ننسى أنّ الخيال ليس قدراً مَحتوماً علينا تقبّله، حتّى لو استثنينا بعض الحالات الجنسيّة المُعاشة. يقول البعض من الرجال والنساء أنّ التصميم على عيش هذه الحالة قد يعرّضهم للإحباط، وحتّى القلق. فإنْ كان الخيال نافعاً عندما يوسّع مُخيلتنا ويضع شيئاً من الترف في علاقتنا الجنسيّة الهادئة، فإنّه محكوم، كي يستمرّ، بألاّ يتحوّل إلى هوس وإدمان يعيشه الزوجان، والأسوأ أن يعيشه أحدهما منفرداً. والسرّ كيّ نتجنّب الوقوع في هذه اللعبة من الشذوذ، أن تبقى أقدامنا على الأرض من دون أن نمنع عن أنفسنا حقّ الحلم.

للمزيد عن الموضوع:

ماذا يكمن وراء استيهامات الرجال؟

أُحبُّ ممارسة الجنس في أماكنٍ غير لائقة

للمزيد من المواضيع و النصائح:

[ytp_playlist source=”PLh0nSjACpYj0wGGZ_F3brbmpjc7bGD1Oe”]